responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عثمان بن عفان ذو النورين المؤلف : محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 146
- عبد اللَّه بن سبأ [1] ودعايته ضد عثمان:
كان عبد اللَّه بن سبأ يهودياً من أهل صنعاء أمه سوداء. أسلم زمن عثمان، ثم تنقل في بلدان المسلمين يحاول ضلالتهم، فبدأ بالحجاز، ثم بالبصرة، ثم الكوفة، ثم الشام، فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشام فأخرجوه حتى أتى مصر فقال لهم: العجب ممن يصدق أن عيسى يرجع ويكذب أن محمداً يرجع فوضع لهم الرجعة - رجعة محمد رسول اللَّه آخر الزمان - فقبلت منه [2] ، ثم قال لهم بعد ذلك: إنه كان لكل نبي وصي، وعلي وصي محمد، فمن أظلم ممن لم يُجز وصية رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم. ثم قال لهم بعد ذلك: إن عثمان أخذها بغير حق. وهذا وصي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم. فانهضوا في هذا الأمر، فحركوه، وابدأوا بالطعن على أمرائكم وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تستميلوا الناس. وادعوهم إلى هذا الأمر. وبثَّ دعاته، وكاتب من استفسد في الأمصار وكاتبوه، ودعوا في السر إلى ما عليه رأيهم، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجعلوا يكتبون إلى الأمصار بكتب يضعونها في عيوب ولاتهم، ويكاتبهم إخوانهم بمثل ذلك ويكتب أهل كل مصر منهم إلى مصر آخر بما يصنعون فيقرؤه أولئك في أمصارهم، وهؤلاء في أمصارهم، حتى تناولوا بذلك المدينة وأوسعوا الأرض إذاعة، وهم يريدون غير ما يظهرون، ويسرون غير ما يبدون فيقول أهل كل مصر: إنا لفي عافية مما ابتلي به هؤلاء إلا أهل المدينة فإنهم جاءهم ذلك عن جميع الأمصار فقالوا: إنا لفي عافية مما فيه الناس.
وإنا لا ندري السبب الذي حمل ابن السوداء على نشر هذه الدعاية ضد عثمان وتحزُّبه لعلي بن أبي طالب، وإن الإنسان ليعجب من ارتحال هذا الرجل من مصر إلى مصر، واحتماله المشقَّات، واختلاقه المذاهب وحضّ الناس على بثِّ الدعوة إلا إذا كان قد أراد بذلك هدم الإسلام وحدوث الفتن والثورات، ولو أن عثمان استعمل الشدة مع -[147]- أمثال عبد اللَّه بن سبأ، وأدبهم لما اجترأوا على بثِّ بذور الفتن، لكنه لاَن لهم فلم يخشوا بأسه.

[1] الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج 2/ص 647، ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج 3/ص 46.
[2] واستشهد بقوله تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} . وهذا تضليل، لأن المعاد هنا مكة، فكان اللَّه تعالى وعده وهو بمكة في أذى وغلبة من أهلها أن يهاجر منها ويعيده إليها ظاهراً ظافراً، فتأمل!.
اسم الکتاب : عثمان بن عفان ذو النورين المؤلف : محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 146
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست