اسم الکتاب : طبقات الشافعيين المؤلف : ابن كثير الجزء : 1 صفحة : 232
محمد بن عثمان بن إبراهيم بن زرعة الثقفي
مولاهم الدمشقي أبو زرعة قاضي دمشق , وكان قبل ذلك على قضاء مصر لأحمد بن طولون مدة ثماني سنين، أولها من سنة أربع وثمانين ومائتين، وكان جده يهوديا فأسلم، وجرت له فصول مع أبي أحمد الموفق لما خلعه، وولى أحمد بن طولون، ثم ظفر به أبو أحمد الموفق في جماعة من أصحابه، فسألهم: من الذي ابتدر بالخلع فشرع القاضي أبو زرعة في الاعتذار، وحلف بالطلاق، والعتق، والنذر بصدقة المال، ما كان في هؤلاء القوم أحد قال ذلك، فأطلقهم وصدق، فإنه لم يقل ذلك الكلام أحد غيره، وهذا يدل على فهمه، وعلمه، وتصرفه، رحمه الله.
وذكر ابن زولاق في تاريخ قضاة مصر، أنه ولي قضاء مصر في سنة أربع وثمانين، قال: وكان يذهب إلى قول الشافعي، رضي الله عنه، ويوالي عليه، ويصانع، وكان عفيفا شديد التوقف في إنفاذ الأحكام، وله مال كثير، وضياع كبار في الشام، قال: وكان كريما يهب الخصوم الضعفاء، والمساكين، وكان يهب لمن حفظ مختصر المزني مائة دينار، وهو الذي أدخل مذهب الشافعي دمشق، وحكم به القضاة، وكان الغالب عليها: مذهب الأوزاعي، قال: وكان أكولا يأكل سل مشمش، ويأكل سل تين، مات سنة ثلاثين وثلاث مائة.
اسم الکتاب : طبقات الشافعيين المؤلف : ابن كثير الجزء : 1 صفحة : 232