اسم الکتاب : طبقات الحنابلة المؤلف : ابن أبي يعلى الجزء : 1 صفحة : 154
قنينة فيها نبيذ فلما رأتهم الجارية جاءت تشيلها فقلت: لم هذا فقالت يا مولاي جاء هؤلاء الصالحون فيرون هذا عندك فقلت: أضيف إليها أخرى يرى الله عز وجل شيئا فاكتمه عَنِ الناس وأردت أن أنظر إلى عقل هذا الفتى يعني أَحْمَد فحول ظهره إليها وأقبل علي يسألني عما يرده فقلت: له لما أراد الانصراف من بين القوم كلهم أي شيء تقول فِي هذا يا أبا عَبْد اللَّهِ فقال: ليس ذاك إلي ذاك إليك فقلت: كيف فقال: قَالَ: النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كلكم راع وكلكم مسئول عَنْ رعيته والرجل راع فِي منزله ومسئول عما فيه وليس للخارج أن يغير عَلَى الداخل شيئا قَالَ: فلما خرج سكبت خابيتين وعاهدت اللَّه عَلَى أن لا أذوقه حتى أعرض عَلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ.
روى عنه عباس الدوري وأحمد بن أبي خيثمة وإِبْرَاهِيم الحربي وعَبْد اللَّه بن أحمد بن حنبل وغيرهم وقال أَبُو جَعْفَر النفيلي خلف بْن هشام كان من أصحاب السنة لولا بلية فيه شرب النبيذ.
وقال عباس الدوري وسئل عَنْ حكاية عَنْ أَحْمَد بن حنبل فِي خلف فقال: لم أسمعها من أَحْمَد ولكن حَدَّثَنِي أصحابنا أنهم ذكروا خلف البزار عند أَحْمَد فقيل يا أبا عَبْد اللَّهِ إنه يشرب قَالَ: قد انتهى إلينا علم هذا عنه ولكن هو والله عندنا الثقة الأمين شرب أو لم يشرب.
وقال يَحْيَى بْن معين إنه الصدوق الثقة وقال الدارقطني أَبُو مُحَمَّد خلف بن هشام بن تغلب البزار المقرىء كان عابدًا فاضلا وآخر من روى عنه ابن منيع وقال أعدت صلاة أربعين سنة كنت أتناول فيها الشراب عَلَى مذهب الكوفيين.
وقال عَبْد اللَّهِ البغوي مات خلف بْن هشام البزار فِي سنة تسع وعشرين ومائتين في جماد الآخرة ببغداد.
اسم الکتاب : طبقات الحنابلة المؤلف : ابن أبي يعلى الجزء : 1 صفحة : 154