responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة عمر بن عبد العزيز المؤلف : ابن عبد الحكم، أبو محمد    الجزء : 1  صفحة : 69
الْقُرْآن وَلَا سنة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِن وَالِي أَمر الْمُسلمين وَإِمَام عامتهم لَا يقدم فِيهَا بَين يَدَيْهِ وَلَا يقْضى فِيهَا دونه وعَلى من دونه رفع ذَلِك إِلَيْهِ وَالتَّسْلِيم لما قضى
وَقد أَحْبَبْت فِي كتابي هَذَا أَن تعرفوا الْحَال الَّتِي كُنْتُم عَلَيْهَا قبل نزُول كتاب الله وَسنة نبيه من الضَّلَالَة والعمى وضنك الْمَعيشَة وَالَّذِي أبدلكم الله من الْكَرَامَة والنصر والعافية وَالْجَمَاعَة وسلب لكم مِمَّا كَانَ فِي يَد غَيْركُمْ مِمَّا لم تَكُونُوا لتسلبوه بقوتكم لَو وكلكم إِلَى أَنفسكُم كَانَ قد شَرط ذَلِك للْمُؤْمِنين وَأَعْطَاهُمْ إِيَّاه إِذْ شَرط عَلَيْهِم شَرطه فقد وفاكم الله مَا شَرط لكم وَهُوَ آخذكم بِمَا اشْترط عَلَيْكُم قَالَ {وعد الله الَّذين آمنُوا مِنْكُم وَعمِلُوا الصَّالِحَات ليَستَخْلِفنهم فِي الأَرْض كَمَا اسْتخْلف الَّذين من قبلهم وليمكنن لَهُم دينهم الَّذِي ارتضى لَهُم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لَا يشركُونَ بِي شَيْئا وَمن كفر بعد ذَلِك فَأُولَئِك هم الْفَاسِقُونَ} فقد أنْجز الله لكم وعده فأنجزوا دين الله فِي رِقَابكُمْ أَن يكفر كَافِر بِنِعْمَة الله أَو ينسى بلاءه فيجد على الله هينا وَيطول خلوده فِيمَا لَا طَاقَة لَهُ بِهِ ثمَّ إِنِّي أَحْبَبْت أَن يعلم من كَانَ جَاهِلا من أَمْرِي وَالَّذِي انا عَلَيْهِ مِمَّا لم أكن أُرِيد بِهِ الْمنطق فِي يومي هَذَا حَتَّى رَأَيْت أَن الْمنطق بِبَعْضِه هُوَ أقرب إِلَى الصّلاح فِي عَاجل الْأَمر وآجله للَّذي قد أفْضى إِلَيّ من الْأَمر وَأَنا أعلم من كتاب الله وَسنة نبيه عَلَيْهِ السَّلَام وَمَا سلف عَلَيْهِ أَمر الْأَئِمَّة بَين يَدي علما من الله علمنيه من لم يكن لَهُ شغل عَنهُ وَقد كَانَ شغلي وَالَّذِي كتب الله أَن ابتلى بِهِ عَاملا مِنْهُ بِمَا علمت أَو قاصرا مِنْهُ على مَا قصرت فَمَا كَانَ من خير عَلمته فبتعليم الله ودلالته وَإِلَى الله أَرغب فِي بركته وَمَا كَانَ عِنْدِي من غير ذَلِك من دَاء الذُّنُوب

اسم الکتاب : سيرة عمر بن عبد العزيز المؤلف : ابن عبد الحكم، أبو محمد    الجزء : 1  صفحة : 69
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست