من هُوَ أجرأ على هَذَا المَال مني فيأمر لَك بهَا قَالَ عَنْبَسَة فَأَخَذته تبركا بِرَأْيهِ وَقلت لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَمَا بَال جبل الورس وَكَانَ جبل الورس قطيعة لعمر بن عبد الْعَزِيز فَقَالَ عمر ذَكرتني الطعْن وَكنت نَاسِيا يَا غُلَام هَلُمَّ ذَلِك القفص فَأتي بقفص من جريد فِيهِ قطائع من بني عبد الْعَزِيز فَقَالَ يَا غُلَام اقْرَأ عَليّ فَكلما قَرَأَ قطيعة قَالَ شقها حَتَّى لم يبْق فِي القفص شَيْء إِلَّا شقَّه قَالَ عَنْبَسَة فَخرجت إِلَى بني أُميَّة وهم وقُوف بِالْبَابِ فأعلمتهم مَا كَانَ من ذَلِك فَقَالُوا لَيْسَ بعد هَذَا شَيْء ارْجع إِلَيْهِ فَاسْأَلْهُ أَن يَأْذَن لنا أَن نلحق بالبلدان فَرَجَعت إِلَيْهِ فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن قَوْمك بِالْبَابِ يَسْأَلُونَك أَن تجْرِي عَلَيْهِم مَا كَانَ قبلك يجْرِي عَلَيْهِم فَقَالَ عمر وَالله مَا هَذَا المَال لي وَمَا لي إِلَى ذَلِك من سَبِيل قلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فيسألونك أَن تَأذن لَهُم يضْربُونَ فِي الْبلدَانِ قَالَ مَا شَاءُوا ذَلِك لَهُم وَقد أَذِنت لَهُم قَالَ قلت وَأَنا أَيْضا قَالَ وَأَنت أَيْضا قد أَذِنت لَك وَلَكِنِّي أرى لَك أَن تقيم فَإنَّك رجل كثير النَّقْد وَأَنا أبيع تَرِكَة سُلَيْمَان فلعلك أَن تشتري مِنْهَا مَا يكون لَك فِي ربحه عوض مِمَّا فاتك قَالَ فأقمت تبركا بِرَأْيهِ فابتعت من تَرِكَة سُلَيْمَان بِمِائَة ألف فَخرجت بهَا إِلَى الْعرَاق فبعتها بِمِائَتي ألف وحبست الصَّك فَلَمَّا توفّي عمر وَولي يزِيد بن عبد الْملك أَتَيْته بِكِتَاب سُلَيْمَان فأنفذ لي مَا كَانَ فِيهِ عمر وَجَارِيَة لزوجته
وَنظر عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَى جَارِيَة زَوجته فَاطِمَة بنت عبد الْملك فَكَأَنَّهَا أَعْجَبته فَقَالَت لَهُ فَاطِمَة أَرَاهَا قد أعجبتك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ عمر إِنَّهَا لعرضة لذَلِك قَالَ فَأمرت فَاطِمَة بإصلاحها وتهيئتها حَتَّى إِذا رضيت من ذَلِك بعثت بهَا إِلَيْهِ فَقَالَ لَهَا لمن كنت قَالَت وهبني عبد الْملك لفاطمة قَالَ فَلِمَنْ كنت قبل عبد الْملك قَالَت كنت لقوم بِالْبَصْرَةِ فَأخذ عاملها أَمْوَالهم فَكنت فِيمَا أَخذه