responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سيرة عمر بن عبد العزيز المؤلف : ابن عبد الحكم، أبو محمد    الجزء : 1  صفحة : 124
ثمَّ صعدا فلبثا مَلِيًّا ثمَّ أَقبلَا مَعَهُمَا بِرَجُل أدعج الْعَينَيْنِ ذِي وفرة شَدِيد سَواد الشّعْر بعيد مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ مَرْبُوع الْجِسْم عَلَيْهِ هَيْبَة ووقار حَتَّى أقعداه على ذَلِك السرير من فَوق تِلْكَ الْفرش فدنوت مِنْهَا فَقلت من هَذَا الرجل فَقَالَا هَذَا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فهبته هَيْبَة شَدِيدَة وتأخرت ناكصا على عَقبي حَتَّى كنت مِنْهُ بمَكَان منظر ومسمع فَبينا أَنا كَذَلِك إِذْ أُتِي بِرَجُل قد نهزه القتير ضرب الْجِسْم حسن اللَّحْم مشدودة يَدَاهُ على عُنُقه حَتَّى وقف بَين يَدَيْهِ فَأقبل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يثني عَلَيْهِ فِيمَا كَانَ من فعاله فِي الْإِسْلَام وَيَقُول أَنْت صَاحِبي فِي الْغَار وَأَنت أَبُو بكر الصّديق وَالْأَمر هَهُنَا إِلَى غَيْرِي وَلست أملك لَك من الله شَيْئا فَلم يزل قَائِما بَين يَدَيْهِ ثمَّ أَمر بِهِ فَأطلق عَنهُ وأجلس عِنْد رَأس السرير على الأَرْض ثمَّ أُتِي بِرَجُل حسن اللَّحْم نهزه القتير مَجْمُوعَة يَدَاهُ إِلَى عُنُقه حَتَّى وقف بَين يَدَيْهِ فَأقبل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يثني عَلَيْهِ بفعاله فِي الْإِسْلَام وَيَقُول أما إِنَّك الْفَارُوق الَّذِي أعز الله عزوجل بِهِ الدّين وَأَنت صَاحب الْيَهُودِيّ وَالْأَمر هَهُنَا الى غَيْرِي وَلست أملك لَك من الله شَيْئا فَلم يزل قَائِما بَين يَدَيْهِ مَلِيًّا ثمَّ أطلق عَنهُ وأجلس مَعَ أبي بكر فَمَا زَالَ كَذَلِك يُؤْتى بخليفة خَليفَة حَتَّى أفْضى الْأَمر إِلَيْك فَلَمَّا سمع عمر ذَلِك مِنْهُ ارتاع فَاسْتَوَى جَالِسا ثمَّ قَالَ يَا أَبَا الْمِقْدَام فَمَاذَا صنع بِي قَالَ أُتِي بك مَجْمُوعَة يداك الى عُنُقك ثمَّ وقفت بَين يَدَيْهِ طَويلا ثمَّ أَمر بك فَأطلق الغل ثمَّ أجلست مَعَ أبي بكر وَعمر بن الْخطاب فَاشْتَدَّ عجب عمر بن عبد الْعَزِيز لرؤيا رَجَاء بن حَيْوَة ثمَّ قَالَ يَا أَبَا الْمِقْدَام وَالله لَوْلَا مَا أَثِق بِهِ من صحبتك وورعك وَجدك واجتهادك ووفائك وصدقك لأنبأتك أَنِّي لَا أَلِي شَيْئا من أَمر الْخلَافَة أبدا وَلَكِنِّي قد سَمِعت كلامك ورؤياك وَمَا أخلق بِي سَوف أبتلى بِأَمْر هَذِه الْأمة فوَاللَّه لَئِن ابْتليت بذلك وَإِنَّهَا شرف الدُّنْيَا لأطلبن بهَا شرف الْآخِرَة

اسم الکتاب : سيرة عمر بن عبد العزيز المؤلف : ابن عبد الحكم، أبو محمد    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست