responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سير السلف الصالحين المؤلف : الأصبهاني، إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 1210
قَالَ ابْنُ الْجَلَاءِ: لَقِيتُ سِتَّ مِائَةِ شَيْخٍ مَا لَقِيتُ فِيهِمْ مِثْلَ أَرْبَعَةٍ، أَوَّلُهُمْ أَبُو تُرَابٍ النَّخْشَبِيُّ، تُوُفِّيَ بِالْبَادِيَةِ، قِيلَ: نَهَشَتْهُ السِّبَاعُ.
وَقَالَ أَبُو تُرَابٍ: أَيُّهَا النَّاسُ، أَنْتُمْ تُحِبُّونَ ثَلَاثَةً، وَلَيْسَ هِيَ لَكُمْ: تُحِبُّونَ النَّفْسَ وَهِيَ لِلَّهِ، وَتُحِبُّونَ الرُّوحَ وَالرُّوحُ لِلَّهِ، وَتُحِبُّونَ الْمَالَ وَالْمَالُ لِلْوَرَثَةِ، وَتَطْلُبُونَ اثْنَتَيْنِ وَلَا تَجِدُونَهُمَا: الْفَرَحَ، وَالرَّاحَةَ وَهُمَا فِي الْجَنَّةِ.
قَالَ أَهْلُ التَّارِيخِ: كَانَ أَبُو تُرَابٍ مِنْ جِلَّةِ مَشَايخِ خُرَاسَانَ، وَالْمَذْكُورِينَ بِالْعِلْمِ، وَالْفَتْوَةِ، وَالتَّوَكُّلِ، وَالزُّهْدِ، وَالْوَرَعِ.
وَقَالَ أَبُو تُرَابٍ: لَيْسَ مِنَ الْعِبَادَاتِ شَيْءٌ أَنْفَعُ مِنْ إِصْلَاحِ خَوَاطِرِ الْقُلُوبِ.
وَقَالَ: أَشْرَفُ الْقُلُوبِ قَلْبٌ حَيٌّ بِنُورِ الْفَهْمِ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وَقَالَ رَجُلٌ لِأَبِي تُرَابٍ: أَلَكَ حَاجَةٌ؟ قَالَ: يَوْمَ يَكُونُ لِي إِلَيْكَ وَإِلَى أَمْثَالِكَ حَاجَةٌ لَا يَكُونُ لِي إِلَى اللَّهِ حَاجَةٌ.
وَقَالَ: الْفَقِيرُ قُوتُهُ مَا وَجَدَ، وَلِبَاسُهُ مَا سَتَرَ، وَمَسْكَنُهُ حَيْثُ نَزَلَ.
وَقَالَ: حَقِيقَةُ الْغِنَى أَنْ تَسْتَغْنِي عَمَّنْ هُوَ مِثْلُكَ.

اسم الکتاب : سير السلف الصالحين المؤلف : الأصبهاني، إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 1210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست