responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سير أعلام النبلاء ط الحديث المؤلف : الذهبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 479
يقتل من جرت عليه الموسى، قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَقَدْ حَكَمَ فِيْهِم بِحُكْمِ اللهِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ مِنْ فَوْقِ سبع سماوات".
وقال ابن سعد: أخبرنا يزيد، قال: أخبرنا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأنصار قال: لما قضى سعد في قُرَيْظَةَ ثُمَّ رَجَعَ انْفَجَرَ جُرْحُهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأتاه فأخذ رأسه فوضعه في حجره، وسجي بثوب أبيض إذا مد على وجهه بدت رجلاه، وَكَانَ رَجُلاً أَبْيَضَ جَسِيْماً، فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُمَّ إِنَّ سَعْداً قَدْ جَاهَدَ فِي سَبِيْلِكَ وَصَدَّقَ رَسُوْلَكَ وَقَضَى الَّذِي عَلَيْهِ، فَتَقَبَّلْ رُوْحَهُ بِخَيْرِ مَا تَقَبَّلْتَ روح رجل". فَلَمَّا سَمِعَ سَعْدٌ كَلاَمَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم فتح عينيه، فقال: السلام عليك يا رسول الله! أشهد أنك رسول الله. قال: وأمه تبكي وَتَقُوْلُ:
وَيْلَ امِّ سَعْدٍ سَعْدَا ... حزَامَةً وَجِدَّا
فَقِيْلَ لَهَا: أَتَقُوْلِيْنَ الشِّعْرَ عَلَى سَعْدٍ؟ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "دَعُوْهَا فغيرها من الشعراء أكذب".
وقال عبد الرحمن بن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عَنْ مَحْمُوْدِ بنِ لَبِيْدٍ، قَالَ: لَمَّا أُصِيْبَ أكحل سعد حولوه عند امرأة يقال لها: رفيدة، وكانت تداوي الجرحي، قال: وكان النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرَّ به يقول: "كيف أمسيت"؟. وإذا أصبح قال: "كيف أصبحت"؟. فيخبره، فذكر القصة. وقال: فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم المشي إلى سعد, فَشَكَا ذَلِكَ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ, فَقَالَ: "إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَسْبِقَنَا إِلَيْهِ المَلاَئِكَةُ فَتُغَسِّلُهُ كَمَا غَسَّلَتْ حنظلة". فانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البَيْتِ وَهُوَ يُغَسَّلُ، وَأُمُّهُ تَبْكِيْهِ وَتَقُوْلُ:
وَيْلَ أم سعد سعدا ... حزامة وجدا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل نائحة تَكْذِبُ إِلاَّ أُمَّ سَعْدٍ". ثُمَّ خَرَجَ بِهِ فقالوا: ما حملنا ميتا أخف منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما يمنعكم أن يخف عليكم وَقَدْ هَبَطَ مِنَ المَلاَئِكَةِ كَذَا وَكَذَا لَمْ يهبطوا قط، قد حملوه معكم".
وقال شعبة: أخبرني سماك بن حرب، قال: سمعت عَبْدَ الله بنَ شَدَّادٍ يَقُوْلُ: دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَعْدِ بنِ معاذ وهو يكيد بنفسه[1] فَقَالَ: "جَزَاكَ اللهُ خَيْراً مِنْ سَيِّدِ قَوْمٍ، فقد أنجزت الله ما وعدته ولينجزنك الله ما وعدك".

[1] يكيد بنفسه: أي يجود بنفسه.
اسم الکتاب : سير أعلام النبلاء ط الحديث المؤلف : الذهبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 479
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست