responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر المؤلف : ابن معصوم الحسني    الجزء : 1  صفحة : 339
قضى الله في علياك أن تهلك الدنا ... وتفتحها ما بين مصر وسودان
وإنك تطوي الأرض غير مدافع ... فمن أرض سودان إلى أرض بغدان
وتملاها عدلاً يرف لواؤه ... على الهرمين أو على رأس غمدان
فلم هنأت أرض العراق بك العلى ... ووافت بك البشرى لأطراف عمان
فلو شارفت شرق البلاد سيوفكم ... أتاك استلاباً تاج كسرى وخاقان
ولو نشر الأملاك دهرك أصبحت ... عيالاً على علياك أبناء مروان
وشايعك السفاح يقتاد طائعاً ... برايته السوداء يؤم خراسان
فما المجد إلا ما رفعت سماكه ... على عمدي سمر طوال ومران
وهاتيك أبكار القوافي جلبتها ... تغازلهن الحور في دار رضوان
أتتك أمير المؤمنين كأنها ... لطايم مسك أو خمايل بستان
تعاظمن حسناً أن يقال شبيهها ... فرايد در أو قلايد عقيان
فلا زلت للدنيا تحوط جهاتها ... وللدين تحميه بملك سليمان
ولا زلت بالنصر العزيز مؤزراً ... تقاد لك الأملاك في زيد عبدان
ومن شعره أيضاً قوله في بعض المباني المنصوريه
معاني الحسن تظهر في المغاني ... ظهور السحر في حدق الحسان
مشابه في صفات الحسن أضحت ... تمنّ بها المغاني للغواني
مفصلة القدود مثلثات ... مواصلة العناق من التداني
تردت سابريّ الحسن يذري ... بحسن السابري الخسرواني
وتعطو الخيزرانة من دماها ... بسالفة القطيع البهرمان
لمجدك تنتمي لكن نماها ... إلى صنعاء ما صنع اليدان
يدين لك ابن ذي يزن ويعنو ... لها غمدان في الأصل اليماني
غدت حرماً ولكن حل فيها ... لوفدك الأمان مع الأماني
ميان بالخلافة آهلات ... بها يتلو الهدى السبع المثاني
هي الدنيا وساكنها امام ... لأهل الأرض من قاص ودان
قصور ما لها في الأرض شبه ... وما في الأرض للمنصور ثان
ومن قوله وهو ما كتبه وهو في قبة للملك المذكور بمرمر أبيض في أسود
لله بهو ليس منه نظير ... لما زها كالروض وهو نضير
صاغت حلاه نقوش رصف قلايد ... قد نضدتها في النحور الحور
فكأنها والتبر سال خلالها ... وشي وفضة تربها كافور
وكان أرض قراره ديباجة ... قد زان حسن طرازها تحبير
وإذا تصعد قده نواً ففي ... أنماطه نور به ممطور
شاؤ القصور قصورها عن وصفه ... سيان فيه خورنق وسدير
فإذا أجلت اللحظ في جنباته ... يرتد وهو بحسنه محسور
وكأن موج البركتين امامه ... حركات سجف صافحته دبور
صبغت بصبغته تماثل فضة ... مثل النقوش لحسنها تصوير
فتدير من صفو الزلال معتقاً ... يسري إلى الأرواح منه سرور
ما بين أساد يهيج زئيرها ... وأساود يسلي لهن صفير
ودحت من الأنهار أرض زجاجة ... وأظلّها فلك يضيء منير
راقت فمن حصبائها وفواقع ... يطفو عليها اللؤلؤ المنثور
يا حسنه من مصنع فيهاره ... باهى نجوم الأفق وهي تنور
وكأنما زهر الرياض بجنبه ... حيث التفتّ كواكب وبدور
ولدسته الأسمى تخيّر رصفه ... فخر الورى وامامها المنصور
ملك أناف على الفراقد رتبة ... وأقله فوق السماك سرير
قطب الخلافة تاج مفرق دولة ... رميت بجحفلها اللهام الكور
وجرى إلى أقصى العراق لوعيها ... جيش على جسر العراق عبور

اسم الکتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر المؤلف : ابن معصوم الحسني    الجزء : 1  صفحة : 339
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست