اسم الکتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 155
أبو عون الجندي من الحبس، فاعتزل خير. وترك الحكم. فراسله أبو عون فقال: لا، حتى ترد الجندي. فامتنع واستمر خير على الامتناع. وَكَانَ ذلك في شهر رمضان سنة خمس وثلاثين. وعاش خير بن نعيم بعد ذلك إلى أن مات في آخر
سنة ست وثلاثين، أو أول سنة سبع وثلاثين. أرخه ابن ميسر سنة ست. وأرخه ابن يونس سنة سبع، وهو أعلم به. وقبره عند مشهد أم كلثوم بالقرافة.
وكتب هشام بن عبد الملك إلى خير بن نعيم أيّ امرأة أرادت قبض صداقها المؤخر على زوجها أن تعطاه، إلا أن شرط عند الإملاك أن تعطى إلى على شرط مُسمَّى.
وقال يحيى بن سعيد: قلت لربيعة إن أهل الطالبيين حدثوني أن خير بن نعيم كان يقضي بينهم بأن لا يجوز السَّلف في الحيوان، وقد كان يجالسك، فلا أحسبه قضى به إلى عن رأيك. فقال له ربيعة: كان عبد الله بن مسعود يقول ذلك.
وقال عبد الله بن وهب: حدثني الليث أن رجلاً سلّف في نحل العسل فقضى خير بن نعيم برد ذلك. فقلت له: لا أراك أخذت ذلك من ربيعة. قال: لا ولكن عطاء بن أبي رباح، حدثني عن جابر بن عبد الله أنه كان يكره السلف في الحيوان.
وذكر الشريف الجواني في النقط: أن اثنين ترافعا إلى خير بن نعيم فادعى أحدهما بعشرين ديناراً، فسكت المدعي عليه. فقال له: ما يخلصك السكوت، فناوله رقعة وقال: استرها فسترها خير بكمه، فإذا فيها: المبلغ في ذمتي، ولكن ليس له بها شاهد، وأنا اليوم لا أقدر على حق الرسول، فإن اعترفت عقلني وإلا استحلفني خفت الله) .
فبكى خير، وأخرج منديلاً من كمه، فوزن عشرين ديناراً للمدعي. فقال:
ما هذه الدنانير؟ قال: خلاص هذا المسكين. فقال ما أردتَ بهذا؟ قال الأجر والثواب. قال أنا أحق. والله لا طلبتها منه أبداً، فقام المطلوب، فقال له خير: خذها فليس لي فيها رجعة، فاخذ عشرين، وتخلص من عشرين.
وذكر الشريف أيضاً: أن اثنين حضرا إلى خير عند أذان المغرب، فتحاكما في جمل، فصرفهما، وتشاغل بصلاة المغرب. فحضرا إليه في اليوم الثاني، فقال
اسم الکتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 155