اسم الکتاب : دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب وأثرها في العالم الإسلامي المؤلف : السلمان، محمد الجزء : 1 صفحة : 83
ولقد اعتبر المؤرخون حركة (الباريلي) تلك وحركة أتباعه من بعده عاملا من عوامل قيام (الثورة الهندية الاستقلالية) والتي نالت بها الهند الاستقلال عام 1947 م [1] .
[ثالثا في بلاد البنغال] ثالثا: في بلاد البنغال: وهي ما يطلق عليها الآن اسم دولة (بنغلاديش) أو باكستان الشرقية - سابقا - وقد سعدت هي الأخرى بانتشار الدعوة السلفية في شعبها البنغالي المسلم.
ويمكن القول بأن انتشار الدعوة في البنغال متصل بانتشارها في الهند على يد (أحمد الباريلي) وأتباعه - كما سبق - نظرا لقرب المسافة النسبية بين المنطقتين، ولكونهما يمثلان بلدا واحدا هو (الهند) في ذلك الوقت، ولكننا آثرنا فصل أثر الدعوة هنا عن أثرها في الهند لأن انتشار الدعوة في بلاد البنغال اتخذ طابعا سلميا ولم تتطور إلى الطابع والأسلوب الحربي كما حدث في الهند.
وقد نشطت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية في البنغال في أثناء القرن التاسع عشر نتيجة لانتشار الكثير من دعاتها هناك، وعلى يد هؤلاء الدعاة دخل كثير من الناس في البنغال في الدين الإسلامي.
وكان هدف هؤلاء الدعاة هو تخليص المسلمين مما حل بهم ودخل عليهم من العقائد الهندوسية الوثنية، والسعي لتوسيع رقعة الإسلام في تلك البلاد [2] ولعل من أهم هؤلاء الدعاة الحاج شريعة الله (1178-1256 هـ 1840 م) وجماعته (الفرائضيين) الذي حج إلى مكة عام 1214 هـ واتصل بعلماء الدعوة هناك وتأثر بدعوتهم [3] .
ولقد وجد علماء ودعاة آخرون لهم نشاط كبير في نشر الدعوة السلفية في بلاد البنغال والهند معا , وكان بعضهم قد تلقى علوم الدين الإسلامي على يد علماء الدعوة السلفية في نجد والحجاز من آل الشيخ وغيرهم، مثل الشيخ محمد بن إبراهيم [1] انظر لوثروب ستودارد: حاضر العالم الإسلامي (مترجم) تعليق شكيب أرسلان ج1 ص 263. [2] توماس أرنولد: الدعوة إلى الإسلام (مترجم) ص 315. [3] محمد كمال جمعة: انتشار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ص82، وانظر: محمد عبد الله ماضي: ج1 ص63و67، وعباس محمود العقاد ص 79 و 89 و 139 و 141، وعبد المتعال الصعيدي: ص 483-486.
اسم الکتاب : دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب وأثرها في العالم الإسلامي المؤلف : السلمان، محمد الجزء : 1 صفحة : 83