اسم الکتاب : دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب وأثرها في العالم الإسلامي المؤلف : السلمان، محمد الجزء : 1 صفحة : 55
هذه الحكايات والخرافات. . مما هو هتك للشريعة وسلوك للغي " [1] .
والواقع أن إنكار الشيخ محمد بن عبد الوهاب لبدع الصوفية قد ظهر منذ باكورة دعوته المباركة، فحينما كان الشيخ في البصرة أخذ يهاجم رجال الطرق الصوفية ومشايخ الشيعة الموجودين في البصرة وينكر عليهم بدعهم [2] فتعرض الشيخ لأذى منهم اضطره إلى الخروج من البصرة - كما سبق.
وفي نجد تعرض أيضا لهجوم وعداوة من يسميهم " أولاد شمسان وأولاد إدريس وكذلك فقراء الشياطين الذين ينتسبون إلى الشيخ عبد القادر وهو منهم بريء كبراءة علي بن أبي طالب من الرافضة "، ويصف الشيخ عملهم بقوله: " الذين يأكلون أموال الناس بالباطل يأمرون الناس أن ينذروا لهم وينخونهم ويندبونهم " [3] وهذا يدل على أن للصوفيين وجودا في بلاد نجد، فقد كانت بدعهم موجودة عند بعض علماء نجد سواء في عصر الشيخ محمد بن عبد الوهاب أو قبله [4] .
وليس معنى ذلك أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته تنكر كرامات الأولياء الصالحين، ولهذا يقول الشيخ في رسالته لأهل القصيم: " وأقر بكرامات الأولياء وما لهم من المكاشفات إلا أنهم لا يستحقون من حق الله تعالى شيئا، ولا يطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله " [5] كما أنه ليس كل من ادعى الولاية فهو ولي - في نظر علماء الدعوة - ولهذا يصف الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود من تسمى بالولي في عصره - في رسالة عامة له - بقوله: صار الولي في هذا الزمان من أطال سبحته ووسع كمه وأسبل إزاره ومد يده للتقبيل، ولبس شكلا مخصوصا وجمع الطبول والبيارق، وأكل أموال عباد [1] حسين بن غنام: روضة الأفكار والأفهام ج1، ومنير العجلاني مرجع سابق ص 265 و 266. [2] صلاح العقاد: دعوة حركات الإصلاح السلفي، المجلة التاريخية المصرية، المجلد السابع سنة 1958 م، ص 89. [3] حسين بن غنام: تاريخ نجد، تحقيق د. ناصر الدين الأسد ص 540. [4] عبد الله بن عبد الرحمن البسام: علماء نجد خلال ستة قرون، ج1 ص 19، عبد الله العثيمين: مرجع سابق ص 40 و 43 (مجلة الدارة: شوال 1398 هـ) . [5] عبد الرحمن بن محمد بن قاسم: مصدر سابق ج1 ص 14-17 ط1 مكة المكرمة، أم القرى عام 1352 هـ.
اسم الکتاب : دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب وأثرها في العالم الإسلامي المؤلف : السلمان، محمد الجزء : 1 صفحة : 55