responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب وأثرها في العالم الإسلامي المؤلف : السلمان، محمد    الجزء : 1  صفحة : 38
العثماني في خطبة يوم الجمعة، فقد بين ابن غنام أن سبب ترك الشيخ ذلك لأنها بدعة محدثة في الدين وأنكرها جماعة من العلماء قبله [1] .
وإذا كانت الدولة العثمانية قد وقفت موقفا عدائيا من الدعوة وحركتها فذلك لأنها اعتقدت فيها نذيرا بتقويض سلطانها وخلافتها من بلاد العرب وقيام إمامة دينية جديدة، كما أن الدعوة قضت على نفوذ العثمانيين في الجزيرة العربية وبخاصة سلطتهم الدينية والسياسية في الحجاز وسلبتهم لقب حامي أو خادم الحرمين الشريفين، لذلك عهدت الدولة إلى واليها على مصر (محمد علي) بقمعها والقضاء عليها [2] .
وإذا كان بعض الباحثين [3] تمنى لو تعاونت حركة محمد علي السياسية في نجد بدعوة نجد الدينية في سبيل الإصلاح الإسلامي في ذلك الوقت فإننا نتمنى - من قلوبنا - لو تعاونت الخلافة العثمانية مع الدعوة السلفية في نجد، وفهمتها على حقيقتها الناصعة التي لو اعتنقتها لكان شفاء للرجل المريض الذي كان يطلق لقبا عليها [4] .
ولا نشك أبدا أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد شوهت أمام السلاطين العثمانيين حتى تصوروها على غير حقيقتها، ويؤيد ذلك ما ذكره بعض الباحثين أن بعض أعداء الدعوة السياسيين كانوا كثيرا ما يكتبون إلى الأتراك العثمانيين أن حكام الدعوة السلفية في نجد من (آل سعود) اتخذوا راية شعارها (لا إله إلا الله محد رسول الله) بحذف " ميم " محمد الثانية - أي لا أحد رسول الله - وكل هذا تنفير للأتراك من الدعوة وأتباعها [5] .

[1] حسين بن غنام: روضة الأفكار والأفهام ج1 ص 132، ومنير العجلاني: المرجع السابق ص 266.
[2] محمد عزة دروزة: نشأة الحركة العربية الحديثة ص 72.
[3] جلال يحيى: العالم العربي الحديث، المدخل ص 98، وحسين مؤنس: الشرق الإسلامي في العصر الحديث ص 193.
[4] عبد العزيز سيد الأهل: داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب ص 82، ومحمد حامد الفقي: المرجع السابق ص 24.
[5] حافظ وهبة: جزيرة العرب في القرن العشرين ص 344 و 345، ومحمد عبد الله ماضي: النهضات الحديثة في جزيرة العرب ج1 ص 60.
اسم الکتاب : دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب وأثرها في العالم الإسلامي المؤلف : السلمان، محمد    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست