اسم الکتاب : دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية المؤلف : آل عيسى، عبد السلام بن محسن الجزء : 1 صفحة : 331
ومن ذلك ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم استقبل الحجر الأسود، فاستلمه ثم وضع شفتيه يبكي طويلاً، ثم التفت فإذا هو بعمر بن الخطاب يبكي، فقال: "يا عمر ههنا تسكب العبرات"[1].
المسألة السادسة: ورعه.
ومن صفات عمر رضي الله عنه الدالة على كمال دينه وورعه وشدة تحرزه في دينه وتركه الشبهات استبراءاً لدينه وعرضه، ومن أخباره رضي الله عنه الدالة على ذلك:
أنه رضي الله عنه كان له ناقة يحلبها ويشرب لبنها، فأتى له غلامه يوماً بلبن أنكره، فقال عمر رضي الله عنه: ويحك من أين هذا اللبن لك؟ فقال: يا أمير المؤمنين إن الناقة انفلت عليها ولدها، فشربها، فحلبت لك ناقة من مال الله، فقال عمر رضي الله عنه: ويحك، تسقني ناراً[2]. [1] العَبرات: جمع عبرة وهي الدمعة. ابن منظور / لسان العرب 9/18.
رواه عبد بن حميد / المنتخب من المسند ص245، الفاكهي / أخبار مكة 1/114،115، ابن ماجه / السنن 2/982، البيهقي / شعب الإيمان 7/602،603، ومداره على محمد بن عون الخراساني وهو متروك. تق 500. فالأثر ضعيف جداً. [2] رواه ابن زنجويه / الأموال 2/602، ابن شبه / تاريخ المدينة 2/268. وفي إسناده عند ابن زنجويه أبو قيس مالك بن الحكم لم أجد له ترجمة، ولعله مالك ابن أبي مريم الحكمي. ذكر في تلاميذ عبد الرحمن بن غنم وهو هنا يروي عنه. انظر: تهذيب الكمال 17/338-340.
ومالك بن أبي مريم الحكمي مقبول من الخامسة ق: 518.
وعبد الرحمن بن غنم الأشعري مختلف في صحبته. وذكره العجلي في كبار ثقات التابعين تق: 348. وهو هنا يروي عن عمر رضي الله عنه حديثاً قال: نزلت على عمر رضي الله عنه فكانت لعمر ناقة ... الأثر.
وإسناده عند ابن شبه متصل ورجاله ما بين ثقة وصدوق، وفيه ابن لهيعة، صدوق خلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرها ويروي عنه هنا عبد الله بن وهب، فالأثر حسن.
اسم الکتاب : دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية المؤلف : آل عيسى، عبد السلام بن محسن الجزء : 1 صفحة : 331