اسم الکتاب : دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية المؤلف : آل عيسى، عبد السلام بن محسن الجزء : 1 صفحة : 163
وبعد وصول النبيّ صلى الله عليه وسلم المدينة شرع الله له المؤخاة بين المهاجرين والأنصار في السنة الأولى من الهجرة، وذلك بسبب ما لقيه المهاجرون من فقد أموالهم، وهجرهم لأوطانهم وأهليهم وإصابتهم بالحمى. فأصبح لكلّ مهاجري أخاً من الأنصار. وترتب على المؤخاة حقوق خاصة كالمواساة والتعاون على أعباء الحياة بين الاثنين وكذلك توارثهما دون ذوي الرحم. فلما ألف المهاجرون الحياة في المدينة، وعوضهم عن بعض ما فقدوه من أموالهم بعد موقعة بدر ألغى الله تعالى التوارث بنزول قوله تعالى: {وَأُولُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ... } الآية[1].
وقد جاءت روايات متعددة في ذكر من أخى النبيّ صلى الله عليه وسلم بينه وبين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
فروي أن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين عمر رضي الله عنه وبين بعض الصحابة فروي أنه صلى الله عليه وسلم آخى بين عمر وبين أبي بكر الصديق رضي الله عنهما[2]، وروي أنه آخى بينه وبين عتبان بن [1] سورة الأحزاب آية: 6.
انظر: أكرم العمري/ السيرة النبويّة الصحيحة 1/241-247. [2] رواه ابن هشام/ السيرة النبوية 4/274، البلاذري/ أنساب الأشراف ص: 157، ابن أبي عاصم/ الآحاد والمثاني 2/91، الحاكم/المستدرك 3/14، وهو عند ابن هشام من غير إسناد، وكذا عند البلاذري وفيه عند ابن أبي عاصم أبو عبد الله الباهلي وغياث بن سفيان لم أجد لهما ترجمة، وبقية رجاله ما بين ثقة وصدوق، وفيه عند الحاكم إسحاق بن بشر الكاهلي، متروك، متهم بالوضع. ميزان الاعتدال 1/186، وقد ذكر ابن إسحاق في السيرة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين أبي بكر وبين خارجة بن زيد الخزرجي رضي الله عنهما، السيرة النبوية لابن هشام 2/171.
اسم الکتاب : دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية المؤلف : آل عيسى، عبد السلام بن محسن الجزء : 1 صفحة : 163