اسم الکتاب : داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب المؤلف : عبد العزيز سيد الأهل الجزء : 1 صفحة : 96
المنصفين صحيحة، ولكن سعودا لحرصه على أن يسير الحق سيرا سليما سريعا أراد أن يرسل هو بالمعلمين الذين يطمئن إليهم والذين خبرهم بنفسه وجربهم، فلم يكن ذلك عنتا منه ولم يكن ضيما لمعلمي البحرين.
ولقد هدأت العداوات بين القبائل من داخلها حين هدأت المنافسات على رياستها، وكان هذا الهدوء بفضل كل ما سن الإمام التميمي من عقوبة قاسية للتقاتل على الرياسات، ولم يجعل حدا لهذه العقوبة، وإنما تتصاعد بقدر البغي والنهم في الباطل، فلم يكن هناك دواء أنجع مما رأى هذا الطبيب وكان في دوائه كل الشفاء[1].
ولم تمض سنة 1216 هـ - 1805 م حتى كان شبه الجزيرة العربية بما فيه جزء كبير من اليمن وعمان يخضع لآل سعود ويدخل في مذهب التوحيد[2].
ثم رأى سعود بعد أن دخلت الجزيرة - ما عدا الحجاز- تحت لوائه أن يغزو أطراف الشام والعراق فبدأ غزوها، وما لبث أن توغل في الشام حتى بلغ حلب، وكان في دخوله إلى سورية قائدا لبيبا إذ تفادى أن يحارب المدن، بل تركها جيوبا في طريقه يقضي عليها حين يقوى ويشتد عليها الحصار ويطول، وقد تفاداها لئلا يضطر جنده إلى الوقوف أمامها وأمام حصونها، وكان عصره لم يزل عصر الحصون والقلاع.
وحتى يخضع العواصم هدد الطرق بين بغداد ودمشق، وبين دمشق وحلب، وكاد يصل في غزوه إلى أرض القادسية من العراق.
وغزا سعود بنفسه أطراف السماوة ثم سار في عشرين ألفا من جنده ومن انضم إليهم من الأعراب فدخلوا مشهد كربلاء وهدموا طرفا من القبة. ثم قصد [1] - المرجع السابق: 70. [2] - جزيرة العرب: 321.
اسم الکتاب : داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب المؤلف : عبد العزيز سيد الأهل الجزء : 1 صفحة : 96