responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب المؤلف : عبد العزيز سيد الأهل    الجزء : 1  صفحة : 92
وواصل الشيخ أيامه في نشر الدعوة بالوعظ وكتابة الرسائل لعلماء الأمصار مكتفيا بهذه الوسائل السلمية زمانا[1]. حتى إذا لمح ببصيرته مستقبل الأيام أخذ يعد للمستقبل من القوة ومن رباط الخيل ما استطاع، وأمر شباب الدرعية أن يتعلموا رمي البندق وتسديد الرمي. والرمي سنة عن النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ومن بعض حديثه يحث على الرمي قوله: " ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا "[2] ومنه في تفسير قوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال من الآية: 60] ، قوله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وهو على المنبر: " ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي" [3]. وقد حرص عليه الأئمة وكان عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أشد الناس حرصا عليه وأجاده الشافعي الإمام حتى قالوا: إنه كان يرمي فيصيب من عشرة الأهداف العشرة بكاملها[4].
ولم يقتصر الشيخ على الكلام في التوحيد وتدريب الشباب على الرمي ولكنه دخل في المعركة الحامية قبل أن تبدأ فجعل يحث النفوس على الصبر وتحمل الأذى إذا احتدمت بينهم وبين خصومهم العداوة، ولا بد أن تحتدم، وكان -من قبل- قد رأى الخصومة في اليمامة، وليست البلدان والبوادي أفضل من اليمامة إيثارا للحق وصبرا عليه.
واجتمع الأمير والشيخ وأهل الدرعية ومن والاهم فشادوا مسجدا جامعا[5] يؤمه المصلون من رجال ونسوة للصلاة والدرس. وفرش المسجد بالحصباء تشبها بمسجد رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وجعل التعزير عقوبة مَنْ لا يحضر الجماعة، فلما قويت الدعوة اشتد التعزير[6].

[1] - جزيرة العرب: 320.
[2] - البخاري: الجهاد والسير (2899) , وأحمد (4/50) .
[3] - مسلم: الإمارة (1917) , والترمذي: تفسير القرآن (3083) , وأبو داود: الجهاد (2514) , وابن ماجه: الجهاد (2813) , وأحمد (4/156) , والدارمي: الجهاد (2404) .
[4] - آداب الشافعي ومناقبه: 30 - صحيح البخاري 4: 45 - رياض الصالحين: 504.
[5] - المسجد للصلاة والجامع للدرس والمسجد الجامع لهما كليهما.
[6] - لمع الشهاب: 31, 32.
اسم الکتاب : داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب المؤلف : عبد العزيز سيد الأهل    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست