responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب المؤلف : عبد العزيز سيد الأهل    الجزء : 1  صفحة : 71
استوى له النظر وصدق العزم خرج إلى قومه بني تميم يحمل في يده كتيبا صغير الحجم -ولعله هو الذي أعده من أصول التوحيد وكتبه واضحا موجزا مجملا- ثم قال: أشهد الله أني مقتف ما في هذا الكتاب، وأنا أقول: إن الذي سُطِّر فيه هو الحق وحده لا غير.
وكان هذا بدءا من الداعية فيه كمال الروعة إذ بدأ بنفسه لتكون قدوة، وأشهد عليها أنه عامل بما في كتابه، ولم يقل كلاما يصح أن يغبر عليه ويتهم بما لم يقله، بل قدمه مدونا مكتوبا لتكون الحجة له فلا يغيَّر قوله ولا يزيَّف، وكأنما كان يحس بما حدث من بعد من اتهامه بالابتداع، فأراد أن يفقأ عيون متهميه بما هو مدون مكتوب.
وتقدم منه كبير من قومه الذين كانوا اجتمعوا له ونظر في الكتاب فإذا هو الحق، إلا أنه لم يرسم فيه طريق الدعوة له وضمان نجاحها فسأله عنهما فقال الشيخ: بالنصيحة فإن لم تجد فإلى السيف[1].
وبدت وسائل الدعوة عند الشيخ كلاما وكتابة وسيفا، ومن وراء هذه كلها علم وسياسة وإرادة وتصميم، وسير في حدود الشريعة التي لا ينكرها منكر وركز الشيخ دعوته ودون أركانها في رسائل موجزة مستندة إلى النصوص حتى تكون حجة لا تغلب، فدون ثلاثة الأصول وأدلتها وأربع القواعد وشروط الصلاة وكشف الشبهات ورسالة المغربي وكتاب التوحيد[2].
أما ثلاثة الأصول فمعرفة العبد ربه بآياته ومخلوقاته، والله هو مستحق

[1] - لمع الشهاب: 27.
[2] - انظر هذه الرسائل في مجموع رسائل المنار المطبوعة بالقاهرة سنة 1340 هـ - ما عدا رسالة المغربي وكتاب التوحيد.
اسم الکتاب : داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب المؤلف : عبد العزيز سيد الأهل    الجزء : 1  صفحة : 71
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست