responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب المؤلف : عبد العزيز سيد الأهل    الجزء : 1  صفحة : 143
والأمل الذي تحقق من دعوة التوحيد في داخل الجزيرة ما لبث أن امتد واستعرض فلم يقتصر عليها بل عبروا إلى معظم أقطار المسلمين في الشرق وفي الغرب، وكان موسم الحج في إبان الدعوة وبعدها سوقا رائجة لعرض الدعوة على حجاج الآفاق فإذا عادوا إلى بلادهم دعوا الناس إليها.
وبرغم ما دس على الدعوة من التشويه فقد صارت الأيام تفصح عن حقيقتها بأنها إنما قامت لرتق الفتوق ونسخ الشبهات وإبطال الأوهام[1].
وبهذه القوة المدخرة فيها والمنبثقة عنها أمكنها أن تشعل ثورات أخرى للإصلاح في معظم البقاع.
ففي جبهات الشرق قامت دعوة شريعة الله وسيد أحمد في بنجاب الهند ضد المغول والسيخ والبريطانيين، وكان هذا الزعيم الأخير قد أتى موسم الحج في سنة 1822 م وسمع صوت الدعوة فاستجاب له وعاد إلى بلاده حربا عوانا على البدع والخرافات والتقليد، وأنشأ في البنجاب شبه دولة وهابية لم تنقرض حتى تعرض لها الإنجليز فأخضعوها بعد جهد جهيد، ثم استمرت الدعوة في الذين سموا أنفسهم أهل الحديث، والذين ساهم أعداؤهم هناك بالوهابيين لتشابه الدعوتين[2]. كما امتد نفوذ الحركة الوهابية إلى قلب سومطرة[3].
وفي باكستان قامت حركة (إقبال) التي دعا فيها إلى الإصلاح والتجديد والسير في ركاب العلم من غير خروج عن إطار الدين، بل الدين يحوي في داخله كل ما يحث على العلم ويحض على تحصيله والتوسع فيه. ولم تتعرض دعوة محمد بن عبد الوهاب إلا للبدع والأوهام التي شغلت الناس عن العلم وأبعدتهم من الحقائق. ومحمد إقبال وإن كان في تفاصيل دعوته

[1] - محمد بن عبد الوهاب: 124 من حاضر العالم الإسلامي 1: 264.
[2] - دائرة المعارف 5: 143.
[3] - الاتجاهات الحديثة في الإسلام: 54.
اسم الکتاب : داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب المؤلف : عبد العزيز سيد الأهل    الجزء : 1  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست