اسم الکتاب : داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب المؤلف : عبد العزيز سيد الأهل الجزء : 1 صفحة : 141
متكبر، ومن ثم دخل الحجاز كله تحت راية آل سعود وفي مذهب التوحيد، ولم يبق لغير الشرع سلطان على البلد الحرام، ووشيكا دخلت المدينة والثغران جدة وينبع فيما دخل فيه أهل جزيرة العرب فيما عدا اليمن وقليل من الأطراف[1] امتداد الآمال:
لقد عزي النصر كله في الدول السعودية الثلاث إلى صحة مذهب التوحيد وقوته في القلوب وبركته على العباد، ولم يكن النصر باكتساب المعارك وحسب، ولكنه كان أيضا بالانهزام فيها والصبر على ذلك الانهزام.
وعزي إلى المذهب ائتلاف القلوب بعد تفرقها واجتماع البلاد بعد تمزقها، وعزي إليه رونق الجزيرة الذي عاد لها براقا أخاذا بعد عصور طويلة كانت فيها الجزيرة وأهلها أحاديث مملولة وحكايات تخيف.
وعزي الزيت الذي تفجر تحت الأقدام فأغنى الجزيرة بعد فقرها وعمر البوادي بعد خرابها وشاد الدور والقصور وبنى المدارس والملاجئ والمشافي وأحدث مرافق الحياة -عزي ذلك كله إلى انتصار المذهب واعتناق الناس له، وليس ما عزي إليه بوهم ولا باطل فإن الله سبحانه يقول على لسان نوح ـ عليه السلام ـ: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً} [نوح الآيتان: 10-12] .
ويقول سبحانه على لسان هود ـ عليه السلام ـ: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً [1] - المرجع السابق: 275.
اسم الکتاب : داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب المؤلف : عبد العزيز سيد الأهل الجزء : 1 صفحة : 141