responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب المؤلف : عبد العزيز سيد الأهل    الجزء : 1  صفحة : 118
الذين قد سعروا البلاد؟! ثم عاش عدي وطالت به حياة ورأى ما نبأ به رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ حقا ماثلا. فقال: رأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله " [1].
ثم غاب الإسلام عن الجزيرة زمانا طويلا، ولقي الركب من الرجال عنتا وشقاء وقتلا، فما بال أمر النسوة إذا ارتحلن في طريق الحج، وكان أكثر السير بالإبل والدواب والمشي على الأقدام سيرا بطيئا، فلا يستطعن من الأشرار نجاة ولا فرارا؟!
فلما كان أول ما جاء ابن عبد الوهاب وأمن هو وعبد العزيز بن محمد بن سعود طريق الحج وكل طريق، تعرض سارق مقنع لامرأة من بريدة، في طريق البرية، كانت قد خرجت إليها في إهلال الربيع -كعادة العرب في استقباله خارج قراهم- وبينما هي راجعة من البرية اعترضها رجل لمحت فيه سمات الخبث والإثم، فسألها عن اسمها فأجابته في صدق وشجاعة باسمها ونسبها. ثم قالت له: انظر إلى من وراءك! فارتعب الرجل ونظر خلفه فلم ير أحداً. فقال لها: من ذا الذي ترهبيني به؟ قالت: عبد العزيز بن سعود!
ولم يفق الرجل من سكرته ولم يرجع إلى عقله فاندفع غير ناظر إلى عاقبة أمره وكانت عاقبة أمره خسرا.. فطلب إليها أن تنْزع عنها حليها فنَزعتها ليخلي سبيلها، فأخذ الحلي ومضى ورجعت المرأة إلى دارها.
ورفع الأمر إلى عبد العزيز فجعل يسأل ويتفحص ويبحث ويلح في البحث معلنا ومسرا، وكلما مرت الأيام اقتربت منه المعرفة وكشفت الجريمة عن بعض ملامحها. أما السارق الأثيم فكان كلما مرت الأيام

[1] - صحيح البخاري 4: 239, 240.
اسم الکتاب : داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب المؤلف : عبد العزيز سيد الأهل    الجزء : 1  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست