اسم الکتاب : داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب المؤلف : عبد العزيز سيد الأهل الجزء : 1 صفحة : 115
وقد عني بالحسبة علماء المذهب الحنبلي أشد العناية وصنف في أركانها وأبوابها كثير من علمائهم الأولين والآخرين1
ولم تنس حقوق أهل الصلاح والتعفف والشهداء في الحروب على بيت المال، فوظفت لهم ولأولادهم وذراريهم الوظائف فيه، وجعلت حقوق هؤلاء حقوقا ذات قدسية، فيجب أن تؤدى لهم حتى لو عجز بيت المال، وكان على ذوي اليسار من الناس عند عجز بيت المال أن يسدوا حاجات هؤلاء، وعلى من يطوع فيعطي مع أهل اليسار. وقد سد الأغنياء وذوو المروءات هذه الحاجات عن رضا وطيب خاطر، لا عن خوف أو انقهار.
ولم يكن فرض هذه الأنظمة بمانع من الشر أو قاطع لدابر الأشرار. ومن أجل هذه الطبائع البشرية فرض الثواب وضرب العقاب، ومن ثم فقد كان على هذه الدولة وهي تبذل أقصى جهدها في تسديد خطى الناس وإسعاد حياتهم وقضاء حقوقهم أن تأخذ حقها، وأخذ الحق كثيرا ما يكون بإنزال العقاب.
وقد رأى الإمام محمد بن عبد الوهاب أن ينْزل العقاب خفيفا وثقيلا، ولكنه أنف أن ينْزل عقابا بمذنب غدرا أو سرا، بل أمر أن يؤخذ المذنبون بذنوبهم جهرا حتى يبدي المجرم صفحته وعذره، وحتى يرتدع من تحوم في صدره نية الإثم والتمرد والفساد.
طريق الحاج:
ولقد وقع طريق الحاج في عصور مظلمة استمرت طويلا، فلم يكن
1 - انظر الحسبة في الإسلام لابن تيمية. وانظر فصل الحسبة في باب إحياء السنة بكتاب شيخ الأمة. وفصلها في الأحكام السلطانية لابن أبي يعلى الفراء الحنبلي.
اسم الکتاب : داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب المؤلف : عبد العزيز سيد الأهل الجزء : 1 صفحة : 115