اسم الکتاب : داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب المؤلف : عبد العزيز سيد الأهل الجزء : 1 صفحة : 104
الذي التزم خطة الدفاع، واستطاعت حملة طوسون أن تحتل ينبع وأن تتقدم في البر فتحتل موقع بدر المشهور. وفي وادي الصفراء انهالت القذائف من القمم على جيش طوسون وهو يمر بجنده في أسفل الوادي فهلك الجيش وتراجعت فلوله إلى ساحل البحر[1].
ووصلت الأمداد إلى طوسون الذي غير خطته فبذل صناديق الأموال والكسى للقبائل التي في طريق مكة والمدينة فمهدت خطته لاستيلائه على الحرمين ثم على جدة والطائف. ولكن سعودا تربص بجيش الغزاة وظل يرقب سيره ويدرسه أساليبه، حتى إذا احتل طوسون الطائف وأغفلته سكرة الانتصار غافله سعود قبل أن يصحو من سكرته ولم يدعه يلتقط أنفاسه، فزحف على رأسه جيش يقوده هو، وجيش آخر يقوده ابنه فيصل في اتجاه الحرمين.
وفي مكان يقال له تربة التقى الخصمان فلقي جيش طوسون قتلا وهلاكا فارتدت فلوله إلى الطائف تاركة سلاحها وذخيرتها في أرض المعركة غنيمة للوهابيين الذين كانوا في هذه المعركة أكثر حمية وأشد حماسا، لأن امرأة من نبلائهم "عالية" تولت إثارة الحمية في نفوس الموحدين[2].
وأخذ موقف طوسون يتحرج، ودبت الأمراض في جنده ففتكت بهم فتكا ذريعا، فاعتصم طوسون بالحرمين وثغريهما جدة وينبع وأرسل يطلب مددا من أبيه، فقاد محمد علي بنفسه حملة جديدة وركب من السويس إلى جدة فمكة فحصنها واحتمى بها وأرسل ابنه طوسون ليهاجم خصومه فلم يزد طوسون إلا هزيمة وانكسارا.
وبانهزام محمد علي نفسه في بعض المواقع أرسل يطلب المدد من مصر [1] - المرجع السابق: 135. [2] - المرجع السابق: 126 إلى 140.
اسم الکتاب : داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب المؤلف : عبد العزيز سيد الأهل الجزء : 1 صفحة : 104