responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر المؤلف : المحبي، محمد أمين    الجزء : 1  صفحة : 432
قمراً من باله وَلَكِن المحبوبة لما رَأَتْ ورؤيتها أذكرته رُؤْيَته إِيَّاهَا تِلْكَ اللَّيَالِي قمراً ادّعى أَنه رأى بِعَينهَا إِذْ لَا قمر عِنْده إِلَّا هِيَ وَهُوَ إِذا رأى الْقَمَر فقد رَآهَا وَهِي أَيْضا رَأَتْ بِعَيْنِه فَإِنَّهُ لَيْسَ فِي عينه إِلَّا هِيَ الَّتِي هِيَ الْقَمَر المرئي مُطلقًا فَهُوَ معنى ادعائي فِي الرؤيتين وَهَذَا أحد الْوُجُوه فِي معنى هذَيْن الْبَيْتَيْنِ وَسُئِلَ عَن معنى قَول بَعضهم فِي القصيدة الْمَشْهُورَة الَّتِي مطْلعهَا
(إِلَيْك وجهت وَجْهي لَا إِلَى الطلل ... )
مِنْهَا
(يَا عين عِيسَى وَيَا لَام الْخَلِيل وَيَا ... يَاء الْحَقِيقَة يَا موحي إِلَى الرُّسُل)
فَأجَاب
(عين عِيسَى روح الْإِلَه تَعَالَى ... ثمَّ لَام الْخَلِيل روح لعَيْنِي)

(روح هَذَا روح بَدَت لمثال ... من مليك لجبرئيل الْأمين)

(وبروح الْخَلِيل معنى لطيف ... جَامع للوداد للمظهرين)

(وبياء الْحَقِيقَة السرّ باد ... عِنْدهَا فِي لَطِيفَة النقطتين)

(يَا عليا عَن السوى كن لقلبي ... موحياً للأسرار من غير مين)
وقرأت بِخَطِّهِ هَذِه الأبيات ذكر أَنه توسل بقلب القطب الْغَوْث فَرد الزَّمَان
(إلهي بِالْقَلْبِ الَّذِي حَاز نظرة ... فأحياه ذَاك اللحظ بعد مماته)

(وصيره صبا صَبأ لحبيبه ... بعشقته للذات بعد صِفَاته)

(وَلَا زَالَ هَذَا دأبه فِي حَيَاته ... إِلَى أَن أَتَاهُ الرّوح عِنْد وَفَاته)

(وخاطبه سرا لتخلص لامه ... من الْألف الغراء بعد ثباته)

(فخلصه مِنْهُ وخصصه بِهِ ... ورقاه فِي الْمِعْرَاج لَيْلًا بِذَاتِهِ)

(وَقَالَ لَهُ عَبدِي أبحت مشاهدي ... لخاطرك المنتاب من رشفاته)

(أنلني من هَذَا الْمقَام رقيقَة ... تمد فُؤَادِي قُوَّة فِي ثباته)
وَمن غزلياته قَوْله
(لَا تسألوا عَن أَسِير شفه الشغف ... فالحال يخبر عَنهُ فَوق مَا وصفوا)

(إِنِّي غَرِيم غرام والهوى وطني ... وَلست عَنهُ مدى الْأَيَّام أنحرف)

(وَكَيف يصرف من قد صَار فِي زمن ... لَهُ شوامته من صدقه اعْتَرَفُوا)

(يخْتَار حَال الْهوى فِي سيره وَله ... فِي عقله وَله والدمع منذرف)

(إِذا تذكر يَوْم الْبَين خالطه ... مَا لَيْسَ يعرفهُ من الْهوى عرفُوا)

(يَقُول وَهُوَ لبلواه على رَمق ... وَالْعقل منزعج وَالْقلب منزعف)

(أرى الطَّرِيق قَرِيبا حِين أسلكه ... إِلَى الحبيب بَعيدا حِين أنصرف)

اسم الکتاب : خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر المؤلف : المحبي، محمد أمين    الجزء : 1  صفحة : 432
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست