responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر المؤلف : المحبي، محمد أمين    الجزء : 1  صفحة : 430
الْجمال فَلَمَّا أَرَادوا النّوم طلب الشَّيْخ صَاحب التَّرْجَمَة مضاجعته فَأنْكر عَلَيْهِ بعض الجلساء وَالْتزم مراقبته فِي ليلته ثمَّ اقْتضى خُرُوج الرجل فِي أثْنَاء اللَّيْل إِلَى خَارج الدَّار فصادف الشَّيْخ قَائِما يُصَلِّي وحقق شخصه ثمَّ دخل فَرَآهُ نَائِما وتكرر مِنْهُ فعل ذَلِك مرَارًا فَألْقى أَعِنَّة التَّسْلِيم وَرجع عَن إِنْكَاره وَهَذَا من صِفَات الْبَدَلِيَّة فَإِن الْأَوْلِيَاء يكونُونَ فِي مَكَان وشبههم فِي مَكَان آخر وَقد تكون تِلْكَ الصّفة الْكَشْف الصُّورِي الَّذِي ترفع فِيهِ الجدران وينتفي الاستطراف وَوَقع لَهُ نوع من هَذَا فِي الْخلْوَة بِجَامِع السليمية أَنه كبر وَعظم فِي الْخلقَة حَتَّى مَلأ الْخلْوَة رَآهُ على هَذِه الْحَالة بعض حفدته من الْعلمَاء وَأَظنهُ شَيخنَا عبد الْحَيّ العكري الصَّالِحِي رَحمَه الله تَعَالَى وَمن غَرِيب مَا وَقع لَهُ أَنه سحر فَعدم الْقَرار فَبَيْنَمَا هُوَ جَالس فِي السليمية فِي شباكها القبلي وَإِذا بِرَجُل طَوِيل الْقَامَة لم يره قبل ذَلِك الْيَوْم فَقَالَ لَهُ ائْتِنِي بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاس فَأَتَاهُ بهما ثمَّ قَالَ لَهُ اكْتُبْ مَا أمليك وَهُوَ باسم الله باديخ بِسم الله بيدوخ بِسم الله شمادخ بِسم الله شموخ بِسم الله برخوي بِسم الله بانوخ قَالَ مُوسَى مَا جئْتُمْ بِهِ السحر إِن الله سيبطله إِن الله لَا يصلح عمل المفسدين ويحق الله الْحق بكلماته وَلَو كره المجرمون يَد الله فَوق أَيْديهم وعصا مُوسَى بَين أَعينهم كلما أوقدوا نَارا للحرب أطفأها الله ويسعون فِي الأَرْض فَسَادًا وَالله لَا يحب المفسدين فأغشيناهم فهم لَا يبصرون شَاهَت الْوُجُوه شَاهَت الْوُجُوه وعنت الْوُجُوه للحي القيوم وَقد خَابَ من حمل ظلما سُبْحَانَ الْملك القدوس مَالك الْملك ثمَّ قَالَ لَهُ يَكْفِي هَذَا الْقدر فَإِذا كَانَ عَلَيْك أَو على أحد سحر فَاكْتُبْ مِنْهُ نسختين تحمل وَاحِدَة وتغتسل بِالْأُخْرَى وَمن فَوَائده فِي رسَالَته الْأَنْوَار الْمرتبَة الثَّالِثَة أَو عَلمته أحدا من خلقك أَي ابْتِدَاء من غير أَن تكون لَهُ سلما أَو معراجاً أَي يكون لَهُ ذَلِك كمن يذكر اسْما من أَسْمَائِهِ سُبْحَانَهُ فَيرجع فِي التجلي باسم آخر لم يعهده فيذكره فيتجلى عَلَيْهِ مِنْهُ غرائب وَرُبمَا أنكر عَلَيْهِ بعضه وَالْأول كثير وَمِنْه مَا وَقع للغوث الْهِنْدِيّ وَجمع مِنْهُ الْجَوَاهِر الْخمس وَهِي الْآن فِي عصرنا هَذَا لَا سِيمَا فِي مَكَّة قد اشتهرت واجتمعنا بِأَهْلِهَا وسلموا لنا بعد الامتحان ظنا مِنْهُم أَنَّهَا لم تصل إِلَيْنَا وَكَانَت قد وصلت إِلَيْنَا قبلهم فأخرجوا ثَلَاثِينَ كراساً قد شرحت فِيهَا الْجَوَاهِر الْخمس فأمليتهم إِيَّاهَا ثمَّ أمليتهم مَا فِيهَا فِي أدنى من سَاعَة رملية جملا جملا فَلم يستطيعوا بعد ذَلِك احتجاباً عني وَإِذا احْتَجَبت عَنْهُم لمصْلحَة طلبوني طلبا حثيثاً وَذَلِكَ أَنِّي لما عرفت وَنزلت إِلَى مَكَّة جَلَست تجاه

اسم الکتاب : خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر المؤلف : المحبي، محمد أمين    الجزء : 1  صفحة : 430
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست