responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر المؤلف : المحبي، محمد أمين    الجزء : 1  صفحة : 410
بِالْيَدِ الطُّولى فِي كل فن وَكَانَت وِلَادَته فِي سنة سبع عشرَة وَألف وَتُوفِّي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء لأَرْبَع لَيَال بَقينَ من ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَألف وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير بالمدفن الْمَعْرُوف بهم وَهُوَ بِالْقربِ من جَامع جراح وَلنَا قرَابَة مَعَهم من جِهَة الْأُمَّهَات فَإِن جدي محب الله ابْن عمَّة صَاحب التَّرْجَمَة وَلما مَاتَ رثاه بعض الأدباء بقوله
(أودى الإِمَام الحبر إِسْمَاعِيل ... لهفي عَلَيْهِ فَلَيْسَ عَنهُ بديل)

(بَكت السما وَالْأَرْض يَوْم وَفَاته ... وَبكى عَلَيْهِ الْوَحْي والتنزيل)

(وَالشَّمْس وَالْقَمَر الْمُنِير تناوحا ... حزنا عَلَيْهِ وللنجوم عويل)

(أَيْن الإِمَام الْفَرد فِي آدابه ... مَا إِن لَهُ فِي الْعَالمين عديل)

(لاتخدعنك مني الْحَيَاة فَإِنَّهَا ... تلهى وتنسى والمنى تضليل)

(وتأهبن للْمَوْت قبل نُزُوله ... فالموت حتم والبقاء قَلِيل)

إِسْمَاعِيل بن عبد الْوَهَّاب الْهَمدَانِي نزيل دمشق ذكره الْغَزِّي فِي ذيله وَقَالَ دخل دمشق فِي سنة ثَمَان وَخمسين وَتِسْعمِائَة وَسكن بالمجاهدية وَكَانَ يَبِيع الحبر بِبَاب الْبَرِيد ويصبغ الْوَرق وَكَانَ يخْدم الْقُضَاة وَغَيرهم ونال شَيْئا من الجوالي ثمَّ أعْطى تَوْلِيَة جَامع سيباي خَارج بَاب الْجَابِيَة ثمَّ أعطَاهُ الْمولى عَليّ بن أَمر الله الْمَعْرُوف بِابْن الحنائي وَكَانَ قَاضِي الْقُضَاة بِالشَّام تَوْلِيَة الْجَامِع الْأمَوِي عَن منلا أَسد بن معِين الدّين التبريزي وَضم إِلَيْهِ نظارة النظار عَن الْكَمَال بن الحمراوي وَبَقِي مُتَوَلِّيًا على الْجَامِع أَرْبَعِينَ سنة وَتصرف هُوَ وَالْقَاضِي أَبُو بكر بن الْموقع تَصرفا انتقد عَلَيْهِمَا أَكْثَره وَفِيهِمَا يَقُول شيخ الْإِسْلَام أَبُو الْفَتْح الْمَالِكِي مُشِيرا إِلَى مَا فعلاه بِالْوَقْفِ
(يَقُول على مَا قيل جَامع جلق ... ألم يَك قَاضِي الشَّام عني مسئولا)

(يسلم للأعجام وقفي لَا كُله ... ويروى لَهُم عني كتاب ابْن مَاكُولَا)

(أبعد الْفَتى السُّبْكِيّ أعْطى لسيبك ... وَبعد الإِمَام الزنكلوني الزنكلولا)

(أقاموه لي قرداً بشباك مشْهد ... وضموا لَهُ دباً على الرقص مجبولا)

(يؤمل كل أكل وقفي بأسره ... فَلَا بلغ الله الْأَعَاجِم مأمولا)
وَلما آل أَمر الْوَقْف إِلَى الضّيَاع وَلزِمَ توزيع نقص مَاله على أَرْبَاب الْوَظَائِف وَكَانَ يقسم على طَبَقَات اقْتضى صرف إِسْمَاعِيل عَن نظارته وَأعْطيت لبونسوز على سنة فطغى فِي نظارته ثمَّ عزل عَنْهَا وَولى مَكَانَهُ حسن باشا الشهير بشور بزه حسن

اسم الکتاب : خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر المؤلف : المحبي، محمد أمين    الجزء : 1  صفحة : 410
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست