اسم الکتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر المؤلف : عبد الرزاق البيطار الجزء : 1 صفحة : 882
عبد الفتاح بن أحمد بن الحسن الجوهري الشافعي الأزهري
عالم أذعن له في العلوم العقلية والنقلية كل فاضل، وقال العارف بمراتب علمه لمن حاول تناولها: أين الثريا من يد المتناول، كان نزعة الأبصار ولمحة البصائر، وكعبة الأبرار ونفحة الأكابر، وملجأ المتعلم والمستفيد، وأول متصدر يستفاد منه فيفيد، أضاءت الدنيا بأنوار علومه، وتزينت بدرر منثوره ومنظومه.
ولد سنة إحدى وأربعين ومائة وألف ونشأ في حجر والده، وحضر دروس العلامة الملوي وبعض دروس أبيه وغيره، ولم يكن معتنياً بإظهار جلالة العلم ولم يلبس لباس الفقهاء، بل كان يعاني التجارة والكسب. ولما توفي أخوه الأكبر الشيخ أحمد وقع الاتفاق على جلوسه في مكانه وإقرائه الدروس والتفاته للطلبة، وتقدم أمره وراج قدره، واستعت دنياه. ولم يزل حتى حصلت حوادث الفرنساوية في مصر، فصادرته فرنسا وأخذت منه خمس عشر ألف ريال فرنساوي، فعظمت همومه وتفاقمت غمومه، وسافر إلى بلدة جارية في التزامه يقال لها كوم النجار، فأقام بها أشهراً ثم ذهب إلى شيبين الكوم بلدة أقاربه، وأقام بها إلى أن مات رحمه الله تعالى سنة خمس وعشرة ومائتين وألف، وذلك بعد وفاة أخيه الشيخ محمد بنحو خمسة أيام، ودفن هناك في قرية شيبين.
الشيخ عبد الفتاح العقري النقشبندي الخالدي
المرشد الولي الفقيه العابد، والمقصد التقي الناسك الزاهد، صاحب الهمم العلية، والأخلاق المرضية، كان من أهل الاستقامة في التقوى منقطعاً إلى الله في السر والنجوى، أخذ الطريقة النقشبندية الخالدية فأحسن بها الاشتغال وقام على ساق الخدمة بها في الأيام والليالي، ثم لما رآه حضرة الأستاذ مولانا
اسم الکتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر المؤلف : عبد الرزاق البيطار الجزء : 1 صفحة : 882