اسم الکتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر المؤلف : عبد الرزاق البيطار الجزء : 1 صفحة : 830
محكمة الآثار، وروايات تستفيض منها الأسرار، وسيادة بأرجها الكون معطار. فهو من الكمل الذين هزوا من العلوم فناً وفنا، والأجلاء الذين بهم طير الفضائل تغنى، والوجوه الذين أسفر بغرورها الزمان، والصدور الذين راق بهم كل صدر وزان، والأقطاب الذين تدير أنظارهم رحى العرفان، والشرفاء الذين لعالية الشرف كالسنان، والفضلاء المرتقين على الأقران، والأذكياء المحرزين قصب السبق في كل رهان، والأكارم الذين افتخر بهم الأوان، فهو لا ريب أنه على كمال الصفات أبهى عنوان، وهو الفاضل الذي أحيا للشافعي آثاره وأعلى من الفقه بالدقائق مناره، والقمر الذي له العلوم دارة، والمعتبر الذي أبان من روض الإسناد أزهاره، والمتصدر الذي رفعته على صهوتها الصدارة، والمحرر الذي شكره المحرر وعطر المحافل بما أملى وقرر، والمدرس الذي أبرز النكت وأظهر وأدنى قطوف الفوائد، وكان الصلة لطلاب العلم والعائد:
ولع بأبكار المعاني فكره ... فكأنها عرب إليها يطرب
صفى من العلم الدقيق زجاجة ... فوها عن السر الإلهي معرب
يا ربع فقه الشافعي بشارة ... إذ جاد روضك منه دان صيب
أصبحت مفتر الأزاهر ضاحكا ... من علمه فغناك منه مخصب
أضحت مواردك الشهية في الورى ... مورودة إذ طاب منك المشرب
حكم أراها ما بدون لعارف ... إلا سما وله أتم المطلب
ونوادر ما زلن منه شورداً ... نادي العلوم بها مريع مخصب
رقت زجاجة طبعه فطلبته ... لأنال منه ما به أتقرب
والشيب لم يكرع بفودي ذوده ... وقضيبه برد النجابة يسحب
فصرفت عنه لسوء جد في الورى ... وبقيت لا شرف لدي ومنصب
اسم الکتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر المؤلف : عبد الرزاق البيطار الجزء : 1 صفحة : 830