اسم الکتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر المؤلف : عبد الرزاق البيطار الجزء : 1 صفحة : 529
أعلام فضله على هام علاه فهي تخفق بالنصر، كيف لا وقد كان استمداده من فيض فتح الرحمن، واستيفاؤه من بحر الوارد والإلهام والتنوير والوجدان، فلذا كان هذا التفسير في التحقيق بيت القصيد من ديوان التفاسير، يحسن صرف نقد العمر في اقتناء ما أودع فيه من أجل التحابير، ويحق له أن يذكر، ويثني عليه ويشكر، ولسان حاله يخاطب موافيه، وينادي علناً بملء فيه:
وأولاك الجميل بغير مطل ... وعن وجه الندى رفع الحجابا
وبل ثراك بالجدوى فحق ... عليك تصير التقريظ دابا
فلله تفسي جمع ما هو لطرف الدهر حور، ولجيد العصر عقد يزدرى بفرائد الدرر:
فتح الرحمن له تحنو ... مهج العلماء مدى الزمن
تفسير راق ورق وفا ... ق وجاء على أعلى سنن
إن كان فريداً لا عجب ... لا ينكر حسن عن حسن
لا زال مؤلفه يسدي ... من يممه أوفى المنن
أدام الله إشراق فجر مجده، وإبراق لوامع طوالع سعده، وأدام به نفع العباد، وحسم بقواطع حججه هام الأضداد والحساد، ما تلا الفاتحة إمام، وختم بالثناء والصلاة والسلام، وحرر خامس ربيع الأول سنة ألف وثلاثمائة وأربع، بقلم الفقير أحقر الورى عبد الرزاق بن حسن البيطار، عفا عنهما الملك الغفار اه. ثم إن المترجم المذكور له نظم بديع، ونثر رائق رفيع، وقد أسمعني حفظه الله جملة من قوله، منه:
وقائلة هل علاك الشيب من كبر ... أم من هموم توالت ما لها طب
أجبتها من بني الأوغاد ما حملت ... أكبادنا من كلام أسرع الشيب
ومنها في معرض التبريك لوصفي أفندي باشا كاتب شورى الدولة:
ومنحك نيشان المجيدي ثانيا ... دليل على مجد حوى الصدر أرفع
اسم الکتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر المؤلف : عبد الرزاق البيطار الجزء : 1 صفحة : 529