اسم الکتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر المؤلف : عبد الرزاق البيطار الجزء : 1 صفحة : 258
ذاب بالوجد فؤادي كلفا
حيث شاب الوصل منه بالجفا
كلما قلت جوى الحب انطفى
أمرض القلب بأجفان صحاح ... وسبى العقل بجد ومزاح
يا خليلي أنت نور المقل
جد بوصل منك لي يا أملي
كم أغنيك إذا ما لحت لي
مرحباً بالشمس من غير صباح ... زرتني والليل ممدود الجناح
هذه الخمرة من عصر قديم
تنعت الروح إلى العظم الرميم
تتهادى بين راحات النديم
لمريد عنده الصفو مباح ... فهي روح وهي ريحان وراح
خمرة الإرشاد من عهد الأزل
تنقذ الشارب من كل العلل
فهي مثل النوم ما بين المقل
تسري في الأفكار من غير جماح ... وتذود الهم من دون كفاح
زوجوا الماء على بنت الدنان
واستطابوا شربها قبل الأوان
فشذا تذكارها في كل حان
مثل نشر المسك في الأرجاء فاح ... حملته للورى كف الرياح
إنما الأقطاب في هذي الدنا
نقطة فيها نزيل المنحنى
والرفاعي بينهم بادي السنا
فهو بدر التم ليلاً حين لاح ... فيه للظلماء والغي افتضاح
اسم الکتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر المؤلف : عبد الرزاق البيطار الجزء : 1 صفحة : 258