اسم الکتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر المؤلف : عبد الرزاق البيطار الجزء : 1 صفحة : 1208
القاضي محمد بن أحمد مشحم
ممن تزينت الحديقة بطلعته وتحلت بصفته وحسن ترجمته، قال منشيها وبطراز البراعة موشيها: عدل عن الجور وفيما حكم عدل، وأتقن فن البلاغة بصائب رأيه الأكمل، فمن لطائفه قوله مجاوباً الفاضل الأديب محمد ابن خليل السمرجي الجداوي:
أزهر الربا أهديت أم لؤلؤ العقد ... أم الزهر جاءت في بديع من السرد
أم الروض لا، فالروض ماء وتربة ... وعشب وذا شئ يجل عن الحد
أم النسمات العاطرات تأرجت ... بأعبق من مسك فتيق ومن ند
أم الخمر في كأس الطروس أدرتها ... أم الشهد أم أحلى من الخمر والشهد
أم الريق من فتانة الثغر والرنا ... بعيدة مهوى القرط مياسة القد
أم الطرس وافى أم بدا قمر الدجى ... أم الشمس قد لاحت على شرف السعد
أم الغادة الهيفاء في الحلي أقبلت ... تميس بأزهى من مرنحة الملد
وجاءت بخل لا يخل بوده ... ولا يرتضي إلا الثبوت على العهد
بثغر كما يزهو الأقاح ملاحة ... وخد كما التف الشقيق على الورد
وجيد كما تزهو ظبا السفح لفتة ... وطرف كما تبدو الظباء من الغمد
أم السحر لا استغفر الله إنه ... حرام وذاحل فيا طيب ما أهدي
وما هي إلا بنت فكر فريدةتبختر من وشي البلاغة في بردنفائس أفكار أتت لم أجد لهاجزاء سوى الشكر المكلل بالحمد
ودر قريض رمت أدراك شأوه ... فقصر عنه في تطلبه كدي
حلى صاغها من حاز كل فضيلة ... بها قد حلا جيد المكارم والمجد
أخو الأدب الغض الذي جمعت به ... المحاسن حتى صار يعرف بالفرد
أديب أريب ألمعي مهذب ... ذكي، سجاياه تجل عن الحد
له خلق أزهى من الروض باسما ... وذهن دقيق الفكر أمضى من الحد
اسم الکتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر المؤلف : عبد الرزاق البيطار الجزء : 1 صفحة : 1208