اسم الکتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر المؤلف : عبد الرزاق البيطار الجزء : 1 صفحة : 1008
ولد بدمشق ونشأ بها، وقرأ على علمائها، إلى أن صار من أوتادها وأقطابها، فسعى منصب الإفتاء إليه، وعول في أمره عليه، ودام له أحد عشر شهراً ثم فصل عنه ولم يزل على تقواه وعبادته، وتقدمه بين الناس ورئاسته، إلى أن نشبت به أظفار المنية، فحالت بينه وبين المرام والأمنية، فمات مخنوقاً في قلعة دمشق الشام سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف ودفن في مقبرة الدحداح رحمه الله تعالى.
الشيخ عبد الله بن سعيد بن حسن بن أحمد المشهور بالحلبي
فرد الشام وعالمها، وصدرها وفاضلها، قد طلع في أفقها بدراً تحرس مجده الثواقب، وارتفع في أهلها قدراً تتنافس به ذوو المعالي والمناقب:
إذا ما بدت للطرف غرة وجهه ... رأيت بها الشمس المنيرة والبدرا
وإن رمت أن تدري علاه فإنه ... هو الغاية القصوى هو الآية الكبرى
له خلق كالروض يزهو بزهره ... وكيف يساور الزهر أخلاقه الزهرا
فهذا الذي فوق السماكين قد رقى ... واحرز من دون الورى الفخر والقدرا
لقد انفرد بعلو الهمة، واقتصر عليه الخاص والعام في الأمور المهمة، وكانت الحكام تفضله وتهابه وتعظمه، وترفع مكانه وتجله وتحترمه، وتعتمد في المهمات عليه، وتستند في حل المشكلات إليه، فقوله في المهمات فصل
اسم الکتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر المؤلف : عبد الرزاق البيطار الجزء : 1 صفحة : 1008