اسم الکتاب : جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس المؤلف : الحميدي، ابن أبي نصر الجزء : 1 صفحة : 241
مجلس أنس لأحد ممن ولى الأمور بعده من ولده، وادعى وجعاً لحقه في ساقه لم يزل يتوكأ به على عصا، ويعتذر به في التخلف عن الحضور والخدمة، إلى أن ذهبت دولتهم، وفي ذلك يقول في قصيدته المشهورة في المظفر أبي مروان عبد الملك بن المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر، وهو الذي ولى بعد أبيه وأولها:
إليك حدوت ناجيه الركاب ... محملة أماني كالهضاب
وبعت ملوك أهل الشرق طراً ... بواحدها وسيدها اللباب
وفيها:
إلى الله الشكية من شكاة ... رمت ساقي وجل بها مصابى
وأقصتني عن الملك المرجى ... وكنت أرم حالي باقترابي
ومما استحسن له قوله فيها:
حسبت المنعمين على البرايا ... فألفيت اسمه صدر الحساب
وما قدمته إلا كأني ... أقدم تالياً أم الكتاب
وأخبرني أبو محمد على بن الوزير أبي عمر احمد بن سعيد بن حزم: أنه سمع أبا العلاء صاعد بن الحسن ينشد هذه القصيدة بين يدي المظفر في يوم عيد الفطر سنة ست وتسعين وثلاث مائة، قال أبو محمد: وهو أول يوم وصلت فيه إلى حضرة المظفر، ولما رآني أبو العلاء أستحسنها وأصغى إليها كتبها لي بخطه، وأنفذها إلى؛ وكان أبو العلاء كثيراً ما تستغرب له الألفاظ، ويسأل عنها فيجيب فيها بأسرع جواب على نحو ما يحكى عن أبي عمر الزاهد، ولولا أن أبا العلاء كان كثير المزاج لما حمل إللا على التصديق، وقد ظهر صدقه في بعض ما قال.
ومما يحكى عنه أنه دخل على المنصور أبي
اسم الکتاب : جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس المؤلف : الحميدي، ابن أبي نصر الجزء : 1 صفحة : 241