اسم الکتاب : جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس المؤلف : الحميدي، ابن أبي نصر الجزء : 1 صفحة : 103
عاين بقلبك إن العين غافلة ... عن الحقيقة واعلم أنها سقر
سوداء تزفر من غيظ إذا سعرت ... للظالمين فلا تبقى ولا تذر
إن الذين اشتروا دنيا بآخرة ... وشقوة بنعيم ساء ما تجروا
يا من تلهى وشيب الرأس يندبه ... ماذا الذي بعد شيب الرأس تنتظر
لو لم يكن لك غير الموت موعظة ... لكان فيه عن اللذات مزدجر
أنت المقول له ما فات مبتدئاً ... هلا ابتكرت لبين أنت مبتكر
وقرأت على الرئيس أبي منصور بكر بن محمد بن علي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن عبد العزيز، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق بمصر، قال: أنشدنا أبو بكر يحيى بن مالك بن عايذ الأندلسى، قال: أنشدني أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه شاعر الأندلس لنفسه:
ألا إنما الدنيا غضارة أيكة ... إذا اخضر منها جانب جف جانب
هي الدار ما الآمال إلا فجائع ... عليها، ولا اللذات إلا مصائب
وكم سخنت بالأمس عين قريرة ... وقرت عيون دمعها اليوم ساكب
فلا تكتحل عيناك فيها بعبرة ... على ذاهب منها فإنك ذاهب
وحدثني أبو محمد علي بن أحمد، قال: حدثني بعض أصحابنا عن أبي عمر بن عفيف، أن سعيد بن القزاز أخبره، أن ابن عبد ربه قال هذه الأبيات قبل موته بأحد عشر يوماً، وهو آخر شعر قاله، وفيه بيان مبلغ سنه:
كلانى لما بي عاذلي كفاني ... طويت زماني برهة وطواني
بليت وأبلتني الليالي وكرها ... وصرفان للأيام معتوران
وما لي أبلى لسبعين حجة ... وعشر أتت من بعدها سنتان
اسم الکتاب : جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس المؤلف : الحميدي، ابن أبي نصر الجزء : 1 صفحة : 103