اسم الکتاب : تهذيب الأسماء واللغات المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 184
مبنى على ما يقطع ببطلانه، والاجتهاد على خلاف الدليل القاطع مردود، وينتقض حكم الحاكم به. قال الشيخ: وهذا الذى اخترته ميل إلى أن منصب الاجتهاد يتجزأ، ويكون الشخص مجتهدًا فى نوع دون نوع. قال: ولا فرق فيما ذكرنا بين زمن داود وما بعده، فإن المذاهب لا تموت بموت أصحابها، والله عز وجل أعلم.
سمع داود الظاهرى: سليمان بن حرب، وعمرو بن مرزوق، والقعنبى، ومسددًا، وطبقتهم، ورحل إلى نيسابور، فسمع إسحاق بن راهوية. قال الخطيب والسمعانى وغيرهما: وكان زاهدًا، ورعًا، ناسكًا، وفى كتبه حديث كثير، لكن الرواية عنه عزيزة، روى عنه ابنه أبو بكر محمد بن داود، وزكريا الساجى، وآخرون.
قال أبو عبد الله المحاملى: رأيت داود يصلى، فما رأيت مصليًا يشبهه فى حسن تواضعه. وروى الخطيب، عن أبى عمرو المستملى، قال: رأيت داود الظاهرى يرد على إسحاق بن راهوية، وما رأيت أحدًا قبله ولا بعده يرد عليه هيبة له.
158 - الدجال عدو الله:
تكرر فى هذه الكتب، وذكر فى التنبيه وغيره فى باب الإيلاء، بفتح الدال، وهو المسيح الكذاب، سمى دجالاً لتمويهه، والدجل التمويه والتغطية، يقال: دجل فلان إذا موه، ودجل الحق غطاه بباطله. وحكى ابن فارس عن ثعلب نحو ما ذكرناه، وحكى عنه غيره أنه سمى دجالاً لكذبه، وكل كذاب دجال، وجمعه دجالون.
وفى صحيح مسلم وغيره، أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: “يكون فى آخر الزمان دجالون كذابون”، وسمى مسيحًا؛ لأنه يمسح الأرض كلها إلا مكة والمدينة، أى يطؤها. وقد ثبتت الأحاديث الصحيحة بالأمر بالاستعاذة من فتنته، وأنها من أعظم الفتن، وأنه ما من نبى إلا وقد أنذره قومه، وأنه أعور العين اليمنى، وجاء أعور اليسرى.
قال العلماء: عيناه معينتان، إحداهما طافئة بالهمز ذاهبة النور عمياء، لا يُبصر بها شيئًا، والثانية طافية بلا همز، أى ناتئة حجرًا، كأنها عنبة طافية، لكنه يُبصر بها، ويمكث فى الأرض أربعين يومًا يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامنا، ومكتوب بين عينيه: ك ف ر، وأنه يتبعه
اسم الکتاب : تهذيب الأسماء واللغات المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 184