responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تهذيب الأسماء واللغات المؤلف : النووي، أبو زكريا    الجزء : 1  صفحة : 119
على نفر من أسلم يتناضلون، فقال: "ارموا بنى إسماعيل، فإن أباكم كان راميًا" [1] . وفى صحيح مسلم، عن واثلة بن الأسقع، رضى الله عنه، قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بنى هاشم، واصطفانى من بنى هاشم" [2] .
وفى صحيح البخارى، رضى الله عنه، الحديث الطويل فى قصة إسماعيل وأمه وزمزم، وأن إبراهيم، عليه السلام، ذهب بإسماعيل وأمه هاجر وهى ترضعه من الشام إلى مكة، فوضعهما تحت دوحة، وهى الشجرة الكبيرة، وليس معهما إلا شنة فيها ماء، وليس بمكة يومئذ أحد، ولا بها ماء، ووضع عندهما جرابًا فيه تمر، ثم رجع إبراهيم فنادته أم إسماعيل: يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادى الذى ليس فيه أنيس ولا شىء؟ قالت له ذلك مرارًا ولا يلتفت إليها، فقالت له: آالله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذًا لا يضيعنا، ثم رجعت، فانطلق إبراهيم، حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الدعوات، فرفع يديه فقال: {رَّبَّنَا إِنِّى أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاَةَ} [إبراهيم: 37] الآية.
وجعلت أم إسماعيل ترضعه وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفد عطشت وعطش، وجعلت تنظر إليه وهو يتلوى، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصفا أقرب جبل فى الأرض يليها، فقامت عليه، وذكر تمام الحديث فى نداء جبريل لها، وبحثه زمزم، وإثارة الماء منها، وقول جبريل لها: لا تخافوا الضيعة، فإن هاهنا بيتًا لله تعالى يبنيه هذا الغلام وأبوه، وإن الله تعالى لا يضيع أهله، وإن جرهم جاءوا إليها وطلبوا أن تأذن لهم بالنزول عندها فأذنت، وأن إسماعيل شب وتعلم منهم العربية وأعجبهم حين شب، فلما أدرك زوجوه امرأة منهم، وماتت أم إسماعيل، فجاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل يطالع تركته، وكان إسماعيل يصيد، فلم يجده ووجد امرأته، فشكت ضيق عيشهم، فأوصاها أن يأمره بطلاقها فطلقها.
ثم جاءه مرة أخرى فلم يجده، فسأل امرأته الأخرى عن حالهم، فشكرت الله تعالى، وأتت بخبز، فأوصاها أن يأمره بإمساكها، ثم جاء مرة ثالثة

[1] حديث سلمة بن الأكوع: أخرجه أحمد (4/50، رقم 16576) ، والبخارى (3/1062، رقم 2743) ، وابن حبان (10/547، رقم 4693) .
حديث أبى هريرة: أخرجه الحاكم (2/103، رقم 2465) . وأخرجه أيضًا: ابن حبان (10/548، رقم 4695) .
[2] أخرجه مسلم (4/1782، رقم 2276) ، والترمذى (5/583، رقم 3606) ، وقال: حسن صحيح غريب. أخرجه أيضًا: أحمد (4/107، رقم 17027) ، وأبو يعلى (13/469، رقم 7485) ، والخطيب (13/64) .
اسم الکتاب : تهذيب الأسماء واللغات المؤلف : النووي، أبو زكريا    الجزء : 1  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست