responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تهذيب الأسماء واللغات المؤلف : النووي، أبو زكريا    الجزء : 1  صفحة : 111
قرنه إلى قدمه عقلاً، وأحمد بن حنبل كأن الله عز وجل جمع له علم الأولين من كل صنف. وروينا عن أبى مسهر، قال: ما أعلم أحدًا يحفظ على هذه الأمة أمر دينها إلا شابًا بالمشرق، يعنى أحمد بن حنبل.
وروينا عن على بن المدينى، قال: قال لى سيدى أحمد بن حنبل: لا تحدث إلا من كتاب. وروينا عن إبراهيم بن خالد، قال: كنا نجالس أحمد، فيذكر الحديث ونحفظه ونتقنه، فإذا أردنا أن نكتبه قال: الكتاب أحفظ شىء، فيثب ويجىء بالكتاب.
وروينا عن الهيثم بن جميل، قال: وددت أنه نقص من عمرى وزيد فى عمر أحمد بن حنبل. وروينا عن أبى زرعة، قال: ما رأيت من المشايخ أحفظ من أحمد بن حنبل، حزرت كتبه اثنى عشر حملاً وعدلاً، كل ذلك كان يحفظه عن ظهر قلبه. وذكر ابن أبى حاتم فى كتابه الجرح والتعديل أبوابًا فى مناقب أحمد بن حنبل، رحمه الله، فيها جُمل من نفائس أحواله، منها:
عن عبد الرحمن بن مهدى، قال: أحمد أعلم الناس بحديث سفيان الثورى. وعن أبى عبيد، قال: انتهى العلم إلى أربعة: أحمد بن حنبل، وهو أفقههم فيه، وعلى بن المدينى، وهو أعلمهم به، ويحيى بن معين، وهو أكتبهم له، وأبى بكر بن أبى شيبة، وهو أحفظه له. وسُئل أبو حاتم عن أحمد بن حنبل وعلى بن المدينى، فقال: كانا فى الحفظ متقاربين، وكان أحمد أفقه. وقال أبو زرعة: ما رأيت أحدًا أجمع من أحمد بن حنبل، وما رأيت أحدًا أكمل منه، اجتمع فيه زهد، وفقه، وفضل، وأشياء كثيرة. وقال قتيبة: أحمد إمام الدنيا.
وعن الهيثم بن جميل، قال: إن عاش هذا الفتى، يعنى أحمد، فسيكون حجة على أهل زمانه. وقال ابن المدينى: ليس فى أصحابنا أحفظ من أحمد بن حنبل. وقال عمر بن أحمد الناقد: إذا وافقنى أحمد على حديث لا أبالى من خالفنى. وقال الشافعى: ما رأيت أعقل من أحمد بن حنبل، وسليمان بن داود الهاشمى. وقال أبو حاتم: كان أحمد بن حنبل بارع الفهم بمعرفة صحيح الحديث وسقيمه.
وقال صالح بن أحمد بن حنبل: قال أبى: حججت خمس حجج، ثلاثًا منهن راجلاً، أنفقت فى إحداهن ثلاثين درهمًا. قال: وما رأيت أبى قط اشترى رمانًا، ولا سفرجلاً، ولا شيئًا من الفاكهة، إلا أن يشترى بطيخة فيأكلها بخبز أو عنب أو تمر. قال: وكثيرًا ما كان يأتدم بالخل. قال: وأمسك أبى عن مكاتبة إسحاق بن راهوية لما أدخل كتابه إلى عبد الله بن طاهر وقرأه. قال: وقال أبى:

اسم الکتاب : تهذيب الأسماء واللغات المؤلف : النووي، أبو زكريا    الجزء : 1  صفحة : 111
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست