اسم الکتاب : تتمة صوان الحكمة المؤلف : البيهقي، ظهير الدين الجزء : 1 صفحة : 28
كان طبيباً وقوراً فيه آداب الأطباء مجموعة، وله أخلاق جميلة، وكان عارفاً بظواهر المعقولات، وله رسائل في الطب والمعالجات، وقد صنف باسم السلطان الأعظم سنجر كتاباً في مفاخر الأتراك، وصنف باسم الملك العادل العلام خوارز مشاه أتسز بن محمد كتاباً في الحكمة، وعاش تسعين سنة، ومات في سنة ست وأربعين وخمسمائة، وكان من تلامذة الإمام عمر الخيامي.
الحكيم الفريد أبو مضر محمود بن جرير
الضبي الأصفهاني النحوي كان حكيماً متجملاً بالحكمة عارفاً بالهندسة. ارتبطه الوزير صدر الدين محمد بن فخر الملك، وكان ذلك الحكيم سخياً منفاقاً، صاحب أخلاق مرضية. وتوفي بمرو في السابع عشر من شوال سنة ثمان وخمسمائة ورثاه ذو الفضائل أحمد الأخيكني بقوله:
أبا مضر من للعفاة إذا شتوا ... وما صابهم طل اصطناع ووابل
أبا مضر من للوزير بمؤنس ... له شيم مرضية وشمائل
وقال فيه أيضاً:
أبو مضر أودي وأوصى بأنعم ... تكلمن عنه بعد إخفات صوته
لقد دفنوا منه، سقى الله قبره، ... فتى عيش في معروفه بعد موته
ومن كلماته: أن لم يصل مالك إلى المساكين، فلا تقطع عنهم رحمتك من لم يقنع لم يزده المال ثروة، بل يزيده فقراً.
القليل مع العافية خير من الكثير مع القوارع.
كمال السخاوة قطع الطمع عما في أيدي الناس مع بذل ما في يدك
الإمام الأجل أسعد الميهني
كان مدرس المدرسة النظامية ببغداد، ومحظوظاً في دار الخلافة وكلما حضر دار الخلافة خرج التوقيع الأسمى رفع إلينا حضور أسعد الميهني، وكان هو من تلامذة الأديب أبي العباس اللوكري ورأيت له رسالة إلى القاضي عمر الساوي فيها: أفضل الجود أن لا يضن بالحقوق على أهلها من منع ماله ممن يحمده ويشكر له أخذه من يذمه خذلان الأعوان عار ومواساتهم فضيلة الإمام محمد الشهرستاني
له تصانيف كثيرة منها كتاب الملل والنحل ومنها كتاب العيون والأنهار، ومنها قصة موسى والخضر، ومنها كتاب المناهج والآيات وكان يهجن رأي أبي علي في كتاب المناهج والآيات وقرأ علي من هذا الكتاب فصولاً في منزل مرزتوان فقلت له: يجب أن نبحث كل فصل واعتراض، فلم يساعد الوقت، وأزف الرحيل.
وتصانيفه تزيد على عشرين مجلدة وهو لا يسلك فيها سبيل الحكماء. ورأيت له مجلساً مكتوباً عقده بخوارزم فيه إشارة إلى أصول الحكمة فتعجبت منها.
وقد جمعني وإياه الإمام أبو الحسن بن حمويه في مجلس وحضر المجلس الإمام أبو منصور العبادي وموفق الدين أحمد الليثي وشهاب الدين الواعظ الشنور كاني وغيرهم من الأفاضل، فقلت له حين ذكر أقسام التقدمات: هذا المنفصل حقيقي أم غير حقيقي؟ فإنك تقول المتقدم إما بالذات وإما بالوجود وإما بالطبع وإما بالمكان وإما بالزمان وإما بالشرف فقال: فرق بين التقدم بالذات والتقدم بالوجود، وأخذ يقرر ذلك تقريراً. وأنا أقول: أنت تجيب عن مطلب " ما " في غير مواضع النزاع، وتعرض عن مطلب " هل " المركب و " لم " في موضع النزاع، أنا لا أسألك ولا أقول ما الفرق بين المتقدم بالذات والمتقدم بالوجود، ولكني أقول لم قلت إن أجزاء الإنفصال في حصر التقدمات محصورة وهي منفصلة حقيقة، فطال التكرار، وانقطع بسبب التكرار الكلام.
وكان يصنف تفسيراً ويؤول الآيات على قوانين الشريعة والحكمة وغيرها، فقلت له: هذا عدول عن الصواب، لا يفسر القرآن إلا بآثار السلف من الصحابة والتابعين، والحكمة بمعزل عن تفسير القرآن وتأويله، خصوصاً ما كتب تأويله، ولا يجمع بين الشريعة والحكمة أحسن مما جمعه الإمام الغزالي رحمه الله، فامتلأ من ذلك غضباً. وقدمات بشهرستان مسقط رأسه، في شهور سنة ثمان وأربعين وخمسمائة وكان مقرباً من سرير السلطان الأعظم سنجر (بن ملكشاه) وصاحب سره.
ومن كلماته قوله: لا تعب إنساناً بما لا (يمكن) أن يعلم الصبر عما تحبه ويضرك أشد من الصبر على ما تكرهه.
أملك نفسك في مواطن النوائب بالصبر.
وقال: في العالم العلوي الشيخ أبهى من الشاب، والوالد أشب من الولد.
من شرط المصنف أن يحترز عن الزيادة على ما يجب، والنقصان مما يجب، وتقديم مايجب تأخيره، وتأخير ما يجب تقديمه.
الأنحاء التعاليمية: التقسيم والتحليل والتحديد والبرهان
اسم الکتاب : تتمة صوان الحكمة المؤلف : البيهقي، ظهير الدين الجزء : 1 صفحة : 28