سمعت أبا الْحَسَن الدارقطني الحافظ رحمه اللَّه يقول كنت قد عزمت غير مرة أن أرحل إلى أَبِي بكر الإسماعيلي فلم أرزق وسمعت أبا مُحَمَّد الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن الحافظ المعروف بابن غلام الزهري بالبصرة يقول كان من الواجب للشيخ أَبِي بكر الإسماعيلي أن يصنف لنفسه شيئا ويختار عَلَى حسب اجتهاده فإنه كان يقدر عليه لكثرة ما كان كتب ولغزارة علمه وفهمه وجلالته وما كان له أن يتبع كِتَاب مُحَمَّد بْن إسماعيل البخاري فإنه كان أجل من أن يتبع غيره أَوْ كما قَالَ.
وسألني الوزير أَبُو الفضل جعفر بْن الفضل بْن الفرات بمصر عَنْ أَبِي بكر الإسماعيلي وما صنف وجمع وسيره[1] فكنت أخبره بما صنف من الكتب وجمع المسانيد والمقلين30/ألف وتخريجه عَلَى كِتَاب مُحَمَّد بْن إسماعيل البخاري وجميع سيره[2] فتعجبت[3] من ذلك وقال لقد كان رزق من العلم والجاه وكان له صيت حسن.
سمعت الشيخ الإمام أبا بكر الإسماعيلي رضي اللَّه عنه يقول حكي لي بعض أصحابنا عَنْ أَبِي القاسم المنيعي أنه قَالَ: ما رَأَيْت أقرأ من أَبِي بكر الْجُرْجَانِيّ فقيل له: فأبو بكر الوكيعي قَالَ: ولا أَبُو بكر الوكيعي.
وسمعت جماعة من مشايخ بغداد منهم أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن المظفر الحافظ يحكون جودة قراءته وقالوا: كان مقدما فِي جميع المجالس وكان إذا حضر مجلسا لا يقرأ غيره وكنت كلما حضرت مجلس الشيخ الإمام أَبِي بكر الإسماعيلي ورأيته لم يتفوه بشيء من تفسير خبر أَوْ ضرب مثل أَوْ حكاية أَوْ بيت شعر أَوْ نادرة أَوْ غير ذلك من سائر العلوم إلا ويبادر [1] في تذكرة الحفاظ "سيرته". [2] في تذكرة الحافظ "سيرته". [3] في الأصل "فتعجبت" وفي تذكرة الحفاظ "3/150" عن المؤلف "فتعجب" وهو الصواب.