responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ بغداد وذيوله - ط العلمية المؤلف : الخطيب البغدادي    الجزء : 1  صفحة : 51
والإقليم الخامس بلاد الروم والشام، والإقليم السادس بلاد الترك، والإقليم السابع بلاد الصين. فالإقليم الرابع الذي فيه العراق- وفي العراق- بغداد- هو صفوة الأرض، ووسطها لا يلحق من فيه عيب سرف ولا تقصير [1] .
قالوا: ولذلك اعتدلت ألوان أهله وامتدت أجسامهم، وسلموا من شقرة الروم والصقالبة، ومن سواد الحبش وسائر أجناس السودان، ومن غلظة الترك [2] ، ومن جفاء أهل الجبال وخراسان، ومن دمامة أهل الصين، ومن جانسهم وشاكل خلقهم، فسلموا من ذلك كله، واجتمعت في أهل هذا القسم من الأرض محاسن جميع أهل الأقطار بلطف من العزيز القهار، وكما اعتدلوا في الخلقة كذلك لطفوا في الفطنة والتمسك بالعلم والأدب ومحاسن الأمور، وهم أهل العراق ومن جاورهم وشاكلهم [3] .
ذكر تعريب اسم العراق ومعناه وأن حده حد السواد ومنتهاه
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ قَالَ أنبأنا إسماعيل بْن سعيد المعدل قَالَ قَالَ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري قَالَ ابن الأعرابي: إنما سمي العراق عراقا لأنه سفل عَنْ نجد ودنا من البحر، أخذ من عراق القربة وهو الخرز الذي في أسفلها.
وَقَالَ غيره: العراق معناه في كلامهم الطير. قالوا: وهو جمع عرقة والعرقة ضرب من الطير: ويقال أيضا: العراق جمع عرق.
وَقَالَ قطرب: إنما سمي العراق عراقا لأنه دنا من البحر وفيه سباخ وشجر، يقال:
استعرقت إبلكم إذا أتت ذلك الموضع [4] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال أنبأنا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ قَالَ قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ إِبْراهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ:
العراق من يلدّ [5] إلى عبادان، وعرضه من العذيب إلى جبل حلوان. وإنما سميت

[1] انظر: مرآة الزمان، لسبط الجوزي 1/65. والمنتظم 8/70.
[2] في المنتظم: ومن غلظ الترك.
[3] انظر الخبر في: المنتظم 8/70.
[4] انظر: الروض المعطار في خبر الأقطار، للحميري ص 109، 110.
[5] هكذا في الأصل: وفي القاموس: بلد: مدينة بالجزيرة.
اسم الکتاب : تاريخ بغداد وذيوله - ط العلمية المؤلف : الخطيب البغدادي    الجزء : 1  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست