اسم الکتاب : تاريخ بغداد - ت بشار المؤلف : الخطيب البغدادي الجزء : 1 صفحة : 427
سمعته من حواشي عضد الدولة خمسة آلاف ألف درهم، ولعله قد أنفق على أبنية الدار على ما أظن مثل ذلك، وكان عضد الدولة عازما على أن يهدم الدور التي بين داره وبين الزاهر، ويصل الدار بالزاهر فمات قبل ذلك.
ذكر تسمية مساجد الجانبين المخصوصة بصلاة الجمعة والعيدين
كان أَبُو جعفر المنصور جعل المسجد الجامع بالمدينة ملاصق قصره المعروف بقصر الذهب، وهو الصحن العتيق، وبناه باللبن والطين.
ومساحته على ما أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوراق، وأحمد بْن عَلِيّ المحتسب، قالا: أَخبرنا مُحَمَّد بْن جعفر النحوي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد السكوني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خلف، قَالَ: وكانت مساحة قصر المنصور أربع مائة ذراع في أربع مائة ذراع، ومساحة المسجد الأول مائتين في مائتين، وأساطين الخشب في المسجد يَعْنِي كل أسطوانة قطعتين معقبتين بالعقب والغراء وضبات الحديد، إلا خمسا أو ستا عند المنارة، فإن في كل أسطوانة قطعا ملفقة مدورة من خشب الأساطين.
قَالَ مُحَمَّد بْن خلف: قَالَ ابْن الأعرابي: تحتاج القبلة إِلَى أن تحرف إِلَى باب البصرة قليلا، وإن قبلة الرصافة أصوب منها.
فلم يزل المسجد الجامع بالمدينة على حاله إِلَى وقت هارون الرشيد، فأمر هارون بنقضه وإعادة بنائه بالآجر والجص ففعل ذلك، وكتب عليه اسم الرشيد، وذكر أمره ببنائه، وتسمية البناء والنجار وتاريخ ذلك، وهو ظاهر على الجدار خارج المسجد مما يلي باب خراسان إِلَى وقتنا هذا.
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيم بْن مخلد، قَالَ: أَخبرنا إسماعيل بْن عَلِيّ الخطبي، قَالَ: وهدم مسجد أَبِي جعفر المنصور وزيد في نواحيه وجدد بناؤه وأحكم.
وكان الابتداء به في سنة ثنتين وتسعين، والفراغ منه في سنة ثلاث وتسعين، فكانت
اسم الکتاب : تاريخ بغداد - ت بشار المؤلف : الخطيب البغدادي الجزء : 1 صفحة : 427