responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ ابن يونس المصرى المؤلف : ابن يونس    الجزء : 1  صفحة : 123
حاله «1» ، ومات، فأسلمتنى أمى إلى ابن عقيل- وكان صديقا لأبى- فكنت أخدمه، وأفتح حانوته وأكنسها، ثم أفرش له ما يجلس عليه، فكان يجرى علىّ رزقا، أتقوّت به. فأتى يوما فى الحانوت، وقد جلس أستاذى «2» ابن عقيل، فجاء «ابن العسّال» مع رجل من أهل الريف، يطلب عود خشب لطاحونة، فاشترى من ابن عقيل عود طاحونة بخمسة دنانير، فسمعت قوما من أهل السوق، يقولون: هذا ابن العسال المفسّر للرؤيا عند ابن عقيل. فجاء منهم قوم، وقصّوا عليه منامات رأوها، ففسرها لهم. فذكرت رؤيا، رأيتها فى ليلتى، فقلت له: إنى رأيت البارحة فى نومى كذا وكذا، فقصصت عليه الرؤيا، فقال لى: أىّ وقت رأيتها من الليل؟ فقلت: انتبهت بعد رؤياى فى وقت كذا. فقال لى: هذه رؤيا لست أفسرها إلا بدنانير كثيرة. فألححت عليه، فقال أستاذى «ابن عقيل» : فرّج عنه؛ هذا غلام صغير فقير، لا يملك شيئا. فقال: لست آخذ إلا عشرين دينارا، فقال له ابن عقيل: إن قرّبت علينا، وزنت أنا لك ذلك من عندى. فلم يزل به ينزله، حتى قال: والله، لا آخذ أقل من ثمن العود الخشب «خمسة دنانير» .
فقال له ابن عقيل: إن صحّت الرؤيا، دفعت إليك العود بلا ثمن. فقال له: يأخذ مثل هذا اليوم ألف دينار. قال أستاذى: فإذا لم يصح هذا؟ فقال: يكون العود عندك إلى مثل هذا اليوم، فإن كان لم يصحّ أخذ ما قلت له فى ذلك اليوم، فليس لى عندك شىء، ولا أفسر رؤيا أبدا، فقال له أستاذى: قد أنصفت.
ومضت الجمعة، فلما كان مثل ذلك اليوم، غدوت مثلما كنت أغدو إلى دكّان أستاذى، ففتحتها، ورششتها، واستلقيت على ظهرى، أفكر فيما قال لى، ومن أين يمكن أن يصير إلىّ ألف دينار، فقلت: لعل سقف المكان ينفرج، فيسقط منه هذا المال.
وجعلت أجيل فكرى، وإنى كذلك إلى ضحى، إذ وقف علىّ جماعة من أعوان الخراج، معهم ناس، فقالوا: هذا دكّان «3» ابن عقيل، ثم قالوا لى: قم، فقلت لهم:

اسم الکتاب : تاريخ ابن يونس المصرى المؤلف : ابن يونس    الجزء : 1  صفحة : 123
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست