responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بغية الوعاة المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 465
قَالَ: فَلَمَّا دخلت على الْخَلِيفَة، قَالَ لي: مِمَّن الرجل؟ قلت: من بني مَازِن، قَالَ: مَازِن تَمِيم أم شَيبَان؟ قلت: مَازِن شَيبَان، فَقَالَ لي: بااسمك؟ يُرِيد مَا اسْمك؟ وَهُوَ لُغَة قَومنَا، يبدلون الْمِيم بَاء وَعَكسه؛ فَكرِهت أَن أَقُول: " مكر: مُوَاجهَة لَهُ بالمكر، فَقلت: بكر بن مُحَمَّد، فأعجبه ذَلِك، وَقَالَ لي: اجْلِسْ، فاطبئن، أَي اطمئن، فَجَلَست، فَسَأَلَنِي عَن الْبَيْت، فَقلت: صَوَابه " رجلا "، فَقَالَ: وَلم؟ فَقلت: إِن " مصابكم " مصدر بِمَعْنى " إصابتكم ". فَأخذ التوزي فِي معارضتي، فَقلت: هُوَ بِمَنْزِلَة قَوْلك: إِن ضربك زيدا ظلم، فالرجل مفعول " مصابكم " وظلم الْخَبَر، وَالدَّلِيل عَلَيْهِ أَن الْكَلَام مُعَلّق إِلَى أَن تَقول " ظلم " فَيتم، فَقَالَ التوزي: حسبي، وَفهم. وَاسْتَحْسنهُ الواثق. وَقَالَ: من خلفت وَرَاءَك؟ قلت: خلفت أخية لي أَصْغَر مني، أقيمها مقَام الْوَلَد، قَالَ: فَمَا قَالَت لَك حِين خرجت؟ قَالَ: طافت حَولي؛ وَهِي تبْكي؛ وَقَالَت: أَقُول لَك يَا أخي كَمَا قَالَت بنت الْأَعْشَى لأَبِيهَا:
(تَقول ابْنَتي حِين جد الرحيل ... أرانا سَوَاء وَمن قد يتم)

(أَبَانَا فَلَا رمت من عندنَا ... فَإنَّا بِخَير إِذا لم ترم)

(تَرَانَا إِذا أضمرتك البلا ... د نجفى وتقطع منا الرَّحِم)

قَالَ: فَمَا قلت لَهَا؟ قَالَ: قلت: أَقُول لَك يَا أخية كَمَا قَالَ جرير لابنته:
(ثقي بِاللَّه لَيْسَ لَهُ شريك ... وَمن عِنْد الْخَلِيفَة بالنجاح)
فَقَالَ: لَا جرم! إِنَّهَا ستنجح، وَأمر لي بِثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم.
وَسُئِلَ الْمَازِني عَن أهل الْعلم، فَقَالَ: أَصْحَاب الْقُرْآن فيهم تَخْلِيط وَضعف، واهل الحَدِيث فيهم حَشْو ورقاعة، وَالشعرَاء فيهم هوج، والنحاة فيهم ثقل، وَفِي رُوَاة الْأَخْبَار الظّرْف كُله، وَالْعلم هُوَ الْفِقْه.
وَله من التصانيف: كتاب فِي الْقُرْآن، علل النَّحْو، تفاسير كتاب سِيبَوَيْهٍ، مَا تلحن فِيهِ الْعَامَّة، الْألف وَاللَّام، التصريف، الْعرُوض، القوافي، الديباج فِي جَوَامِع كتاب سِيبَوَيْهٍ.

اسم الکتاب : بغية الوعاة المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 465
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست