responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بغية الوعاة المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 411
824 - إِبْرَاهِيم بن زِيَاد أَبُو إِسْحَاق المكفوف
ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة من نحاة القيروان.
825 - إِبْرَاهِيم بن السّري بن سهل أَبُو إِسْحَاق الزّجاج
قَالَ الْخَطِيب: كَانَ من أهل الْفضل وَالدّين، حسن الِاعْتِقَاد، جميل الْمَذْهَب. كَانَ يخرط الزّجاج، ثمَّ مَال إِلَى النَّحْو، فَلَزِمَ الْمبرد. وَكَانَ يعلم بِالْأُجْرَةِ، قَالَ: فَقَالَ لي: مَا صنعتك؟ قلت: أخرط الزّجاج، وكسبي كل يَوْم دِرْهَم وَنصف، وَأُرِيد أَن تبالغ فِي تعليمي، وَأَنا أُعْطِيك كل يَوْم درهما، وأشرط لَك أَن أُعْطِيك إِيَّاه أبدا، حَتَّى يفرق الْمَوْت بَيْننَا. قَالَ: فَلَزِمته، كنت أخدمه فِي اموره مَعَ ذَلِك، فنصحني فِي الْعلم؛ حَتَّى استقللت، فَجَاءَهُ كتاب لَهُ من بعض بني مارقة، يَلْتَمِسُونَ معلما نحويا لأولادهم، فَقلت لَهُ: اسمني لَهُم، فأسماني، فَخرجت، فَكنت أعلمهم وأنفذ لَهُ فِي كل شهر ثَلَاثِينَ درهما وأنفله مَا أقدر عَلَيْهِ، فَطلب مِنْهُ عبيد الله بن سُلَيْمَان مؤدبا لِابْنِهِ الْقَاسِم، فَقَالَ لَهُ: لَا أعرف لَك إِلَّا رجلا زجاجا عِنْد بني فلَان، فَكتب إِلَيْهِ عبيد الله، فاستنزلهم عني وأحضرت، وَأسلم الْقَاسِم إِلَيّ، وَكنت أعطي الْمبرد الدِّرْهَم كل يَوْم إِلَى أَن مَاتَ وَلَا أخليه من التفقد، وَكنت أَقُول للقاسم: إِن بلغت مبلغ أَبِيك وَوليت الوزارة مَا تصنع بِي؟ فَيَقُول لي: مَا أَحْبَبْت، فَأَقُول لَهُ: تُعْطِينِي عشْرين ألف دِينَار - وَكَانَت غَايَة أمنيتي - فَمَا مَضَت إِلَّا سنُون حَتَّى ولي الْقَاسِم الوزارة، وَأَنا على ملازمتي لَهُ، وصرت نديمه، فدعتني نَفسِي إِلَى إذكاره بالوعد، ثمَّ هِبته، فَلَمَّا كَانَ من الْيَوْم الثَّالِث من وزارته، قَالَ لي: يَا أَبَا إِسْحَاق، لم أرك أذكرتني بِالنذرِ فَقلت: عولت على رِعَايَة الْوَزير أيده الله تَعَالَى وَأَنه تَعَالَى لَا يحْتَاج إِلَى أذكار ينذر عَلَيْهِ من أَمر خَادِم وَاجِب الْحق، فَقَالَ لي: إِنَّه المعتضد! ولولاه مَا تعاظمني دفع ذَلِك إِلَيْك دفْعَة، وَلَكِنِّي أَخَاف أَن يصير لي مَعَه حَدِيث؛ فاسمح بِأَخْذِهِ مُتَفَرقًا، فَقلت: افْعَل، فَقَالَ: اجْلِسْ للنَّاس وَخذ رقاعهم

اسم الکتاب : بغية الوعاة المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 411
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست