اسم الکتاب : بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس المؤلف : ابن عميرة الجزء : 1 صفحة : 182
وثلاثمائة فيما قاله أبو محمد علي بن أحمد.
412- أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب أبو عمر الوزير والد الفقيه أبي محمد وزير الدولة العامرية
ومن أهل العلم والأدب والخير، وكان له في البلاغة يد قوية، قال أبو العباس أحمد بن رشيق الكاتب: كان الوزير أبو عمر بن حزم يقول: إن لأعجب ممن يلحن في مخاطبة أو يجيء بلفظة قلقة في مكاتبة، لأنه لا ينبغي له إذا شك في شيء إلا أن يتركه ويطلب غيره، فالكلام أوسع من هذا أو كما قال، وهذا لا يقوله إلا المتجر الواسع العلم.
أنشدني أبو محمد علي بن أحمد قال: أنشدني الوزير أبي عمر في بعض وصاياه لي:
إذا شئت أن تحيا غنياً فلا تكن ... على حالة إلا رضيت بدونها
وحدث أبو محمد بن حزم قال: أخبرنا أبو تمام بن عيسى وهشام بن محمد بن هشام بن محمد بن عثمان المعروف بابن البشتني، من آل الوزير أبي الحسن جعفر بن عثمان المصحفي، عن الوزير أبي عمر - رحمة الله - عليه أنه كان بين يدي المنصور أبي عامر محمد بن أبي عارم في بعض مجالسته للعامة، فدفعت إليه رقعة استعطاف لأم رجل مسحون كان ابن أبي عامر حنقاً عليه لجرم استعظمه منه، فلما قرأها اشتد غضبه وقال: ذكرتني والله به، وأخذ القلم يوقع وأراد أن يكتب "يصلب" فكتب "يطلق"، ورمى الكتاب إلى الوزير، قال: فأخذ أبوك القلم وتناول رقعة وجعل يكتب بمقتضى التوقيع إلى صاحب الشرطة، فقال له ابن أبي عامر: ما هذا الذي تكتب؟ قال: بإطلاق فلان قال: فحرد وقال من أمر
اسم الکتاب : بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس المؤلف : ابن عميرة الجزء : 1 صفحة : 182