اسم الکتاب : بغية الطلب فى تاريخ حلب المؤلف : ابن العديم الجزء : 1 صفحة : 51
باب في ذكر صفة مدينة حلب وعمارتها وأبوابها وما كانت عليه أولا، وما تغير منها وما بقي
سور حلب: كان سورا مبنيا بالحجارة من بناء الروم، ولما وصل كسرى أنوشروان الى حلب واستولى عليها، شعث سورها عند الحصار، ثم رمّ ما هدم منه، فبني بالآجر الفارسي الكبار، وشاهدت مرمته بالآجر الكبار في الاسوار التي بين باب الجنان وباب النصر، وسترها (5- ظ) السور الثاني الذي ابتناه الملك الظاهر رحمه الله، فيما بين باب الجنان وباب النصر، فلا يبين الآن إلا لمن يمر بين السورين، وأظن أن كسرى أنوشروان فتح حلب من هذه الجهة، فإنها كانت أضعف مكان في البلد، فلهذا كانت المرمة فيه دون غيره، وكان ملكها وملك أنطاكية الذي أخذها أنوشروان من يده يوسطينيانوس ملك الروم «1» .
وفي أسوار حلب أبرجة عديدة جددها ملوك الاسلام بعد الفتوح، وأسماؤهم مكتتبة عليها، وبنى نور الدين محمود بن زنكي فصيلا على مواضع من الباب الصغير الى باب العراق، ومن باب العراق الى قلعة الشريف، ومن باب اليهود- الذي يقال له الآن باب النصر- الى باب الجنان، ومن باب الاربعين الى باب اليهود، جعل ذلك سورا ثانيا قصيرا بين يدي السور الكبير وأمر الملك الظاهر بتجديد سور من باب الجنان الى برج الثعابين، وفتح الباب المستجد، فرفع
اسم الکتاب : بغية الطلب فى تاريخ حلب المؤلف : ابن العديم الجزء : 1 صفحة : 51