اسم الکتاب : بغية الطلب فى تاريخ حلب المؤلف : ابن العديم الجزء : 1 صفحة : 473
فيميل، وربما تميله الريح القوية، ويضع الناس إذا مال الجوز أو اللوز فيعود الى مستقره فيكسره.
وسمعت إبراهيم بن الفهم المذكور يقول كان بالمعرّة عمود آخر كان فيه طلسم للعقارب، فكانت العقارب بالمعرة لا تؤذي، فزال ذلك العمود، فزال أثره وللعقارب اليوم بالمعرة إذا لدغت تقتل وبناحية الجزر من أعمال حلب بالقرب من معرة مصرين قرية يقال لها يحمول «1» ، ولنا فيها ملك نتوارثه عن أجدادنا من حدود الثلاثمائه للهجرة، لا يوجد في أرضها عقرب أصلا. وحكى لي جماعة من فلاحيها أنهم يخرجون في بعض الأوقات، ويحتطبون من جبل الأعلى حطبا، ويأتون به الى يحمول هذه فربما يعلق في الحطب من الجبل عقرب، فمتى ما شمت تراب يحمول ماتت.
ومن العجب أن الى جانب يحمول قريتين يقال لأحديهما الكفر وللأخرى بيت رأس، وبين جدارها وجدار كل واحدة من القريتين مقدار شوط فرس، وإذا صاح انسان في القرية سمع في القرية الأخرى، وفي كل واحدة من القريتين من (190- ظ) العقارب شيء كثير، وهي من أشد العقارب ضررا.
وفي يحمول هذه آبار كثيره ماؤها معين طول البئر مقدار عشره أذرع، وهاتان القريتان ليس فيهما بئر واحد، وإذا حفر فيهما بئر لا يجدون فيها معينا، ولهم صهاريج من ماء المطر، وربما يقل عليهم الماء، فيكون شرب أهل القريتين من يحمول هذه.
وأخبرني من أثق به من الحلبيين أنه ولي عملا بشيح الحديد، وأنه لا يوجد بها عقرب أصلا وأن الرجل من أهل شيح إذا غسل ثوبه في مائها ثم خرج الى موضع
اسم الکتاب : بغية الطلب فى تاريخ حلب المؤلف : ابن العديم الجزء : 1 صفحة : 473