responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النور السافر عن أخبار القرن العاشر المؤلف : العَيْدَرُوس    الجزء : 1  صفحة : 73
.. والفيت فِيهَا من حبها بذة الْعلَا ... اكابر لَا يلقون شرقا وَلَا غربا ...

واما تريم الَّتِي قدرهَا كوزنها عَظِيم وَهِي بتاء مثناة فوقية ثمَّ رَاء مَكْسُورَة ثمَّ يَاء تحتية بعْدهَا مِيم بَلْدَة بحضرموت وَهِي أعدل أَرض الله هَوَاء وأصحها تربة وأعذبها مَاء وَهِي قديمَة يُقَال أَنَّهَا كَانَت قديم الْأَيَّام عامرة جدا وَأما الْآن فَهِيَ ضَعِيفَة إِلَى الْغَايَة ولاجل ضنك الْمَعيشَة بهَا وَقع من الشَّيْخ أبي الْحسن الْبكْرِيّ ذَلِك القَوْل فِي حق أَهلهَا وَهَذَا لعمري من جملَة محاسنها إِذْ القاطنون بهَا دَائِما كَأَنَّهُمْ فِي رياضة وَلِهَذَا يفتح على كثير مِنْهُم بِأَدْنَى توجه وأقبال على الله فزوى الله عَنْهُم أَسبَاب البطر والأشر من حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ وَمن الْعِصْمَة أَن لَا تقدر وَلَكِن أَكثر النَّاس لَا يعلمُونَ وَالظَّاهِر أَن سَبَب خرابها سيل العرم الَّذِي أرْسلهُ الله تَعَالَى على سبأ فَانْقَطَعت عَنْهَا الْمِيَاه الَّتِي كَانَ يزرع عَلَيْهَا فسبحان من يقلب الْأُمُور وَلم يتَغَيَّر بِتَغَيُّر الدهور وَلم يُوجد الْآن بهَا من الْفَوَاكِه غير التَّمْر وَهُوَ كثير عِنْدهم بِحَيْثُ أَنه غَالب قوت الْبَلَد وعَلى أَنْوَاع مُخْتَلفَة فَهِيَ بِاعْتِبَار كَثْرَة النخيل بهَا كانها جنَّة شعر ... كَأَن النخيل الباسقات وَقد غَدَتْ ... مناظرها حسنا قباب زبرجد
وَلَقَد علقت من قبتها زِينَة لَهَا ... قناديل ياقوت بأمراش عسجد ...

وَقيل أَنه كَانَ بهَا عُيُون كَثِيرَة وَالَّذِي سدها معن بن زايدة الشَّيْبَانِيّ الْجواد فعد ذَلِك من سيئاته وَسبب ذَلِك فِيمَا ذكرُوا أَن أَخَاهُ كَانَ والياً عَلَيْهَا وَكَانَ فَاسِقًا فَقتله أَهلهَا بِسَبَب ذَلِك فَغَضب معن لذَلِك وَأمر بسد الْعُيُون الَّتِي كَانَت فِيهَا فَسدتْ بالرصاص وَحكم على أَهلهَا بكشف الرؤوس وَلبس السوَاد فَمن ثمَّ جرت عَادَتهم بذلك بل صَار الْيَوْم لبس السوَاد عِنْدهم من جملَة الزِّينَة حَتَّى أَن أهل الْوَرع يحذرون مِنْهُ
وَحكي أَن بعض المغاربة جَاءَ الى حَضرمَوْت فِي زمن السُّلْطَان بدر الكثيري وَأَرَادَ أَن يفتح فِيهَا بعض الْعُيُون ثمَّ إِن السُّلْطَان خَافَ ان يطْمع فِيهَا الاروام إِذا قويت فَترك ذَلِك بعد أَن كَانَ عزم عَلَيْهِ وبناها تريم بن حَضرمَوْت فسميت باسمه وَقيل أسعد الْكَامِل وللفقيه

اسم الکتاب : النور السافر عن أخبار القرن العاشر المؤلف : العَيْدَرُوس    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست