responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النور السافر عن أخبار القرن العاشر المؤلف : العَيْدَرُوس    الجزء : 1  صفحة : 225
وفيهَا وَقع أَمِير الْحَاج الْفَاجِر مِمَّا سَوَّلَ لَهُ نَفسه الخبيثة من الهجوم على السَّيِّد الشريف صَاحب مَكَّة مُحَمَّد أبي نمى يَوْم عيد النَّحْر ليَقْتُلهُ هُوَ وَأَوْلَاده فِي سَاعَة وَاحِدَة فظفروا بِهِ وَأَرَادُوا قَتله ة جَمِيع جُنُوده لكنهأعني السَّيِّد أَبُو نمي أشْفق على الْحجَّاج أَن يقتل عَن آخِره فَلَا يعقل مِنْهُ عقال فَأمْسك عَن قِتَاله ثمَّ ذهب لَيْلَة اغْدُ إِلَى مَكَّة وَالنَّاس فِي أَمر مريج فَلم يزدْ ذَلِك الْجَبَّار إِلَّا طغيانا فَنَادَى ان الشريف مَعْزُول فَلَمَّا سَمِعت الاعراب ذَلِك سقطوا على الْحَاج ونهبوا مِنْهُم أَمْوَالًا لَا تعد وعزموا على نهب مَكَّة بأسرها واستئصال الْحجَّاج والأمير وجنده فَركب الشريف جزاه الله تَعَالَى عَن الْمُسلمين خيرا وأثخن فِي العر الْجراح وَقتل الْبَعْض فخمدوا وَاسْتمرّ ذَلِك الْجَبَّار بِمَكَّة وَالنَّاس فِي أَمر مريج بِحَيْثُ بطلت أَكثر مَنَاسِك الْحَج وقاسوا من الْخَوْف والشدة مَا لم يسمع بِمثلِهِ ثمَّ رَحل ذَلِك الْجَبَّار بِأَن يسْعَى فِي بَاب السُّلْطَان بعزله وَقَتله
قَالَ بعض الصَّالِحين من أهل الْيمن فَخرجت من مَكَّة فِي تِلْكَ الْأَيَّام إِلَى جدة وَأَنا فِي غَايَة الضّيق والوجل على الشريف وَأَوْلَاده وَالْمُسْلِمين فَلَمَّا قربت من جدة قبل الْفجْر نزلت استريح سَاعَة حَتَّى يفتح سورها فَرَأَيْت فِي النّوم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ فِي كرم الله وَجهه وَرَضي اله عَنهُ وَفِي يَده عصى معوجة الرَّأْس وَكَانَ يضْرب عَن الشريف أبي نمى وَيَقُول أخبرهُ أَنه لَا يُبَالِي بهؤلاء زأن الله تَعَالَى ينصره عَلَيْهِم فَمَا مَضَت إِلَّا مُدَّة بسيرة وَإِذا الْخَبَر يَأْتِي من بَاب السُّلْطَان بغاية الاجلال والتعظيم للشريف فنصره الله تَعَالَى على ذَلِك الْمُفْسد وَمن أغراه على ذَلِك وَعَاد أَمر الْمُسلمين إِلَى مَا عهدوا من الْأَمْن الَّذِي لم يعْهَد فِي غير ولَايَته
وفيهَا كَانَت وقْعَة الجرب بجيم مُوَحدَة بَينهمَا رَاء سَاكِنة الْمَشْهُورَة وَهِي أَن جمَاعَة من الْقَبَائِل مفتنين يُقَال لَهُم عبيد آل يماني وَكَانَ السُّلْطَان لَا يقدر عَلَيْهِم لكثرتهم ولشجاعتهم وشيعتهم فاتفق أَنهم اجْتَمعُوا كلهم فِي قَرْيَة تسمى الجرب بِأَسْفَل حضروموت فَأخْبر السُّلْطَان بذلك فَجهز إِلَيْهِم عسكراً وحاصرهم فِي تِلْكَ الْقرْيَة مُدَّة إِلَى أَن اضربهم الْجُوع والتعب من شدَّة الْحصار حَتَّى أكلُوا الْجُلُود والميتتة ودخلوا عَلَيْهِم فقلوهم عَن

اسم الکتاب : النور السافر عن أخبار القرن العاشر المؤلف : العَيْدَرُوس    الجزء : 1  صفحة : 225
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست