responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النور السافر عن أخبار القرن العاشر المؤلف : العَيْدَرُوس    الجزء : 1  صفحة : 208
قلت لله دره لم يقدم على التَّحْرِيم بِمُجَرَّد مَا نقل إِلَيْهِ بل اختبرها فَلَمَّا لم ير فِيهَا شَيْئا من أَسبَاب التَّحْرِيم فَأفْتى بحلها رَحمَه الله وَقد افتيت قَدِيما بحلها واستدللت على ذَلِك بِدَلِيل اجْمَعْ عَلَيْهِ الْأَصْحَاب وَهُوَ ان الشَّيْء إِنَّمَا يحرم تنَاوله وَأكله وشربه إِمَّا لاضراره كالسم أَو لإسكاره كَالْخمرِ والنبيذ مَعَ نجاسبته أَو لنجاسته كالبول وَالْغَائِط أَو لتحذيره وتخييله لِلْعَقْلِ كالبنج والحشيش وَنَحْوهمَا أَو لاستقذاره كالمخاط والبزاق الْمُنْفَصِل من الْآدَمِيّ فَإِنَّهُ يحرم بلعه بعد اخراجه من الْأنف والفم كَمَا يحرم تعاطيه من غَيره مُطلقًا سَوَاء تنَاوله بعد انْفِصَاله أَو قبله لاستقذاره وَلَيْسَ فِي القهوة شَيْء من ذَلِك لِأَنَّهَا لَيست بمضرة وَلَا مسكرة وَلَا نَجِسَة وَلَا مخدرة وَلَا مخيلة وَلَا مستقذرة وَهَذِه أَسبَاب التَّحْرِيم فانتفاء أَسبَابه
قَالَ وَقد كنت كتبت هَذَا الْجَواب قَدِيما وَأَنا بَاقٍ عَلَيْهِ مُقَدّر لَهُ قإن قيل إِن بعض النَّاس يضرّهُ شرب القهوة أَو الْإِكْثَار مِنْهَا فَالْجَوَاب أَن نقُول إِنَّهَا مُحرمَة فِي حَقه فَقَط لِأَن حجَّة الْإِسْلَام مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْغَزالِيّ الطوسي حبر هَذِه الْأمة رَضِي الله عَنهُ ونفع بِهِ وبعلومه قَالَ فِي كتب مُتعَدِّدَة إِن الشَّيْء الْمجمع على حلّه كالعسل قد يحرم فِي حق من غلبت عَلَيْهِ الْحَرَارَة وَشهد عُلَمَاء الطِّبّ بأنهيضره فَكَذَلِك القهوة من بَاب أولى نقُول بتحريمها حَيْثُ أضرت بعض النَّاس لَكِن فِي حَقه فَقَط ثمَّ قَالَ فَيَنْبَغِي أنيقال فِي حق من تعينه القهوة على التِّلَاوَة أَو مطالعة الْعلم أَن تعاطيها مُبَاح وَمن شعر صَاحب التَّرْجَمَة رَحمَه الله تَعَالَى ... شهِدت بِأَن رَبِّي ذُو اقتدار ... على كل الْأُمُور بِغَيْر شكّ
وَذُو لطف وَذُو علم مُحِيط ... تَعَالَى الله عَن كَيفَ ودرك
فَاسْأَلْهُ يلاطفني سَرِيعا ... ويفرج كربتي ويزيل ضنكي ...
وَمِنْه ... أَلا قل للحسود والمعاند أقل ... عناك فالاحسان زَائِد

اسم الکتاب : النور السافر عن أخبار القرن العاشر المؤلف : العَيْدَرُوس    الجزء : 1  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست